الخلافات الزوجية تشتعل مع عودة المدارس.. خبراء يكشفون أسرار النجاة من العاصفة

الخلافات الزوجية تشتعل مع عودة المدارس.. خبراء يكشفون أسرار النجاة من العاصفة
الخلافات الزوجية تشتعل مع عودة المدارس.. خبراء يكشفون أسرار النجاة من العاصفة

يتزامن موسم العودة إلى المدارس هذا العام مع مناسبات أخرى ليزيد من الضغوط المالية على العديد من الأسر المصرية حيث تتراكم الأعباء المتعلقة بمصروفات الدراسة والكتب والأدوات والملابس المدرسية فضلا عن الأنشطة المختلفة مما يجعل هذه الفترة من أكثر الأوقات التي تشهد خلافات زوجية.

تتحول فترة التحضير للعام الدراسي الجديد إلى موسم للتوتر الأسري حيث تجد الزوجة نفسها أمام قائمة طويلة من المتطلبات التي لا تنتهي بينما يواجه الزوج عبء توفير الميزانية اللازمة لتغطية كل هذه الالتزامات الأمر الذي يتطلب إدارة حكيمة لهذه الخلافات الموسمية حتى لا تتحول الضغوط المؤقتة إلى صدامات مستمرة تهدد استقرار البيت.

تشير خبيرة في العلاقات الأسرية والتربوية إلى أن الخلافات الزوجية المرتبطة بمصاريف المدارس ظاهرة شائعة لكنها ليست بالضرورة مؤشرا على وجود مشكلة عميقة في العلاقة فالزوجة الواعية قادرة على تحويل هذا التحدي إلى فرصة لتقوية أواصر التعاون مع زوجها وفرصة لغرس قيم المسؤولية والقناعة في نفوس الأبناء.

إن الخطوة الأولى نحو إدارة أي خلاف زوجي تبدأ من محاولة الزوجة تفهم حجم الضغوط التي يمر بها الزوج خاصة في ظل ارتفاع الأسعار وتعدد الالتزامات المالية وهذا التفهم يعني إدراك أن ميزانية الأسرة محدودة وأن الزوج قد لا يتمكن من تلبية جميع الطلبات في وقت واحد هذا الوعي يساهم في تخفيف حدة النقاش ويجعل الحوار أكثر واقعية وهدوءا.

من الأساليب الفعالة لتجنب الصدام هو اختيار الوقت المناسب لمناقشة الأمور المالية فمن الأخطاء الشائعة أن تفتح الزوجة موضوع المصاريف لحظة عودة الزوج مرهقا من عمله والأفضل هو اختيار وقت يكون فيه الطرفان هادئين لطرح الأمور في صورة نقاش وبحث عن حلول لا في شكل جدال فالحوار الهادئ يفتح بابا للتفاهم بينما الصوت المرتفع يفاقم التوتر ويحول الخلاف إلى معركة.

تلعب لغة الحوار دورا حاسما فبدلا من استخدام عبارات اتهامية مثل أنت لا تتحمل المسؤولية أو كل الأعباء ملقاة على عاتقي والتي تدفع الزوج لاتخاذ موقف دفاعي أو هجومي يمكن للزوجة استخدام لغة المشاركة مثل نحن بحاجة لتنظيم ميزانيتنا أو دعنا نحدد الأولويات معا هذا الأسلوب يشعر الزوج بأنه جزء من فريق يعمل لحل المشكلة وليس خصما في مواجهة.

يجب أن تدرك الزوجة أن طلبات المدارس لا حصر لها لكن ليس كل ما يطلبه الأبناء أو يراه عند زملائهم ضروريا وهنا يبرز دورها في ترتيب الأولويات وتحديد ما هو أساسي ولا يمكن الاستغناء عنه وما يمكن تأجيله أو إيجاد بديل له فبدلا من الإصرار على شراء كل شيء دفعة واحدة يمكن توزيع المشتريات على فترات خلال العام الدراسي مما يخفف الضغط على الميزانية الشهرية للأسرة.

يمكن للزوجة تحويل النقاش المالي إلى فرصة تربوية من خلال إشراك الأبناء بشكل مبسط في التخطيط للميزانية وتعليمهم أن الأسرة لديها أولويات وأن عليهم التمييز بين الاحتياجات الأساسية والكماليات هذا الأسلوب لا يخفف الضغط المادي عن الوالدين فحسب بل يربي الأبناء على قيم الصبر والقناعة ويحميهم من فخ المقارنة المستمرة مع أقرانهم.

بدلا من الشكوى من ارتفاع الأسعار والاصطدام مع الزوج يمكن للزوجة أن تكون شريكا فعالا في البحث عن بدائل اقتصادية ذكية كشراء بعض الأدوات من محلات الجملة أو تبادل بعض المستلزمات المدرسية مع الأقارب والأصدقاء أو الاستفادة من العروض والخصومات الموسمية كما أن إعادة استخدام بعض الأدوات والملابس التي لا تزال بحالة جيدة يوفر جزءا من الميزانية ويقلل من أسباب الخلاف.

يحتاج الزوج في هذه الفترة العصيبة إلى الدعم المعنوي والتقدير لجهوده حتى لو لم يتمكن من تلبية كل الطلبات فكلمات بسيطة مثل أنا أعلم أنك تفعل ما بوسعك أو أنا أقدر تعبك من أجلينا تترك أثرا نفسيا إيجابيا كبيرا وتجعله أكثر استعدادا للتعاون والنقاش البناء والبحث عن حلول مشتركة.

تعتبر المقارنات السلبية من أكثر العوامل التي تؤجج الخلافات الزوجية حين تقول الزوجة إن فلانة اشترت لأبنائها كذا أو إن زوج فلانة يوفر لأسرته مستوى أفضل فهذه المقارنات تجرح كبرياء الزوج وتشعره بالعجز أو الغضب والحقيقة أن ظروف كل أسرة تختلف عن الأخرى لذلك من الأفضل التركيز على ما يمكن تحقيقه ضمن إمكانيات الأسرة الخاصة بدلا من النظر إلى الآخرين.

لا يجب أن تسيطر أجواء الخلافات المالية على البيت خلال هذه الفترة وعلى الزوجة مسؤولية الحفاظ على بيئة إيجابية من خلال التخفيف من حدة التوتر بابتسامة أو كلمة طيبة أو تنظيم أنشطة عائلية بسيطة وغير مكلفة لإشعار الأبناء بالدفء وتذكير الزوج بأن ترابط الأسرة أهم من أي ضغوط مادية مؤقتة.

إن الإدارة الحكيمة للخلافات تتطلب من الزوجة اللجوء إلى الحكمة بدلا من العناد فالعناد المتبادل لا يقود إلا إلى طريق مسدود لذا عليها أن تختار معاركها بعناية فإذا كان الأمر يمكن تأجيله فلا داعي للضغط والإصرار أما إذا كان ضروريا وأساسيا للأبناء فيمكنها إقناع الزوج بهدوء مع تقديم مقترحات وبدائل اقتصادية لتحقيقه.