
مع انطلاق الموسم الدراسي الجديد تتجدد مخاوف الأسر بشأن صحة أبنائهم خاصة مع سهولة انتشار العدوى بين الطلاب في الفصول المدرسية. وفي هذا السياق يقدم الدكتور تامر عبد الحميد استشاري طب الأطفال وحديثي الولادة مجموعة من الإرشادات الحيوية لتجهيز الأطفال صحيا وبدنيا وذهنيا لاستقبال عام دراسي ناجح.
ويشدد الدكتور تامر عبد الحميد على أن الإعداد للعام الدراسي لا يقتصر على التحصيل العلمي فقط بل يبدأ من تعزيز صحة الطفل العامة وقدرته على التركيز والانتباه. وينصح بالتركيز على وجبة الإفطار كخطوة أساسية قبل التوجه إلى المدرسة حيث يجب أن تكون غنية بعناصر مغذية مثل البيض والجبن والفول والعسل والزبادي لتمنح الطفل دفعة قوية من الطاقة تساعده على بدء يومه بذهن صاف.
ولتحسين الذاكرة والقدرات الذهنية يوصي الخبير بتضمين الأطعمة الغنية بأوميجا 3 في النظام الغذائي للطفل وهي متوفرة بكثرة في الأسماك والمكسرات. وعلى الجانب الآخر يحذر من الإكثار من السكريات والحلويات قبل اليوم الدراسي لأنها تسبب ارتفاعا مفاجئا في الطاقة يليه هبوط سريع يؤثر سلبا على قدرة الطالب على الانتباه داخل الفصل.
ويعتبر جهاز المناعة القوي خط الدفاع الأول الذي يحمي الأطفال من الأمراض المعدية المنتشرة في البيئة المدرسية المزدحمة. ولتحقيق ذلك يجب الاهتمام بتوفير نظام غذائي متكامل يحتوي على الخضروات والفواكه الغنية بفيتامين سي مثل البرتقال واليوسفي والفراولة والفلفل الألوان والجوافة والكيوي والطماطم والمانجو.
كما يجب الحرص على تقديم الأطعمة الغنية بالزنك كالمكسرات والبذور والبقوليات بالإضافة إلى البروتينات الحيوية الموجودة في اللحوم والدجاج والأسماك والبيض لأنها تساهم في بناء الجسم وتقوية دفاعاته الطبيعية. ولا يمكن إغفال أهمية الحليب ومشتقاته كمصدر رئيسي للكالسيوم وفيتامين د الضروريين لصحة العظام والجسم.
وللحفاظ على طاقة الطفل ونشاطه على مدار اليوم الدراسي وتجنب شعوره بالخمول والتعب يجب الاهتمام بشرب كميات كافية من المياه. ويضيف عبد الحميد أن الجفاف هو أحد الأسباب الرئيسية للشعور بالإرهاق. كذلك ينبغي تجهيز وجبات خفيفة صحية في صندوق الطعام مثل قطع الخيار والجزر والتفاح وشطيرة صغيرة صحية.
ويؤكد استشاري طب الأطفال أن النوم المبكر لساعات كافية تتراوح بين ثماني وعشر ساعات ليلا يعد عنصرا حاسما في هذه المنظومة الصحية. فالنوم الجيد لا يدعم جهاز المناعة فحسب بل يعزز أيضا من قدرة الطفل على الاستيعاب والتحصيل الدراسي. وعندما تهتم الأمهات بتطبيق هذه النصائح الغذائية والحياتية فإن ذلك ينعكس إيجابيا ومباشرة على أداء أبنائهن الدراسي ونشاطهم وقدرتهم على مقاومة الأمراض مما يضمن لهم التفوق والصحة.