تزامنا مع احتفالات المولد النبوي الشريف تبرز حلوى المولد كعادة مصرية متوارثة منذ العصر الفاطمي وبهجة ينتظرها الكبار والصغار لكن خبراء أمراض القلب والأوعية الدموية يجددون تحذيراتهم بشأن الإفراط في تناولها لما تمثله من خطورة محتملة على صحة المرضى الذين يعانون من مشكلات قلبية.
توضح استشارية أمراض القلب والأوعية الدموية منال عبد اللطيف أن الخطر يكمن في احتواء هذه الحلويات على نسب مرتفعة جدا من السكريات والدهون والسعرات الحرارية وأضافت أن مرضى القلب تحديدا هم الفئة الأكثر حساسية لهذه المكونات نظرا لأنهم يعانون غالبا من حالات مصاحبة مثل ارتفاع ضغط الدم وزيادة مستويات الكوليسترول وعدم استقرار سكر الدم ما يجعل تناول الحلوى دون ضوابط أمرا محفوفا بالمخاطر.
ينصح الخبراء بضرورة الاعتدال كقاعدة أساسية حيث يجب ألا تتجاوز الكمية المتناولة قطعة صغيرة بحجم 30 إلى 40 جراما في اليوم الواحد خلال فترة الاحتفال فقط ومن الأفضل تناول هذه القطعة بعد وجبة رئيسية وليس على معدة فارغة لتقليل سرعة امتصاص السكر في الجسم مع الحرص على شرب كميات وافرة من الماء للمساعدة في تنشيط الدورة الدموية وتجنب المشروبات الغازية والعصائر المحلاة.
يوجد تباين في القيمة الغذائية بين أنواع حلوى المولد المختلفة فالأصناف مثل السمسمية والحمصية والفولية تعد خيارا أفضل نسبيا لاحتوائها على المكسرات والبذور التي توفر بعض الدهون الصحية والألياف وعلى النقيض يفضل تقليل استهلاك الأنواع التي ترتفع فيها نسبة السكر والدهون المشبعة كالملبن والبندقية كما يجب الابتعاد تماما عن الحلوى المضاف إليها ألوان صناعية أو نكهات غير طبيعية.
ولضمان جودة المكونات وتجنب الدهون الضارة كالزيوت المهدرجة والسمن الصناعي التي تدخل في تحضير بعض الأنواع التجارية ينصح بشراء الحلوى من مصادر موثوقة أو تحضيرها منزليا بكميات قليلة من السكر الطبيعي والمكسرات وبعد تناول الحلوى يوصى بممارسة نشاط بدني خفيف كالمشي لمدة تتراوح بين 15 و 20 دقيقة للمساعدة على حرق السعرات الحرارية الزائدة.
وتشدد التوصيات الطبية على أن المرضى الذين يعانون من حالات متقدمة كقصور شديد في القلب أو ارتفاع غير منضبط في ضغط الدم يجب عليهم تجنب تناول الحلوى بشكل كامل وفي حال كان مريض القلب يعاني أيضا من داء السكري فإن استشارة الطبيب المعالج قبل تناول أي كمية تعد خطوة ضرورية وحتمية لتقييم المخاطر وتجنب أي مضاعفات صحية خطيرة.
كبديل لتناول كمية كبيرة في يوم واحد يمكن توزيع الحصة المسموح بها على عدة أيام متفرقة ما يتيح فرصة الاستمتاع بأجواء الاحتفال دون تعريض الجسم لجرعة عالية ومفاجئة من السكر والدهون.
