
تعد قشرة الشعر مشكلة واسعة الانتشار تؤرق الكثيرين وتؤثر سلبا على ثقتهم بأنفسهم نظرا لمظهرها المزعج وما يصاحبها من أعراض غير مريحة مثل الحكة المستمرة وجفاف فروة الرأس. وعلى الرغم من أنها لا تصنف كحالة طبية خطيرة إلا أن إهمالها قد يتسبب في حدوث التهابات جلدية وربما يؤدي إلى تفاقم مشكلة تساقط الشعر لدى البعض.
لفهم كيفية التعامل مع القشرة من الضروري أولا معرفة العوامل التي تؤدي إلى ظهورها حيث تتعدد الأسباب وتتنوع. يلعب جفاف فروة الرأس دورا أساسيا في ظهور القشور كما أن عدم غسل الشعر بالوتيرة الكافية أو استخدام أنواع شامبو غير ملائمة قد يفاقم المشكلة. من ناحية أخرى يمكن أن تكون العدوى الفطرية مثل فطر المالاسيزيا هي المسبب الرئيسي. ولا يمكن إغفال العوامل الداخلية مثل التوتر النفسي والضغوط اليومية التي تؤثر على صحة الجلد بشكل عام بما في ذلك فروة الرأس بالإضافة إلى سوء التغذية الذي يفتقر إلى عناصر حيوية كالزنك وفيتامينات بي. كما أن الإفراط في استخدام منتجات التصفيف التي تحتوي على مواد كيميائية وكحول يساهم بشكل مباشر في تهيج الفروة وظهور القشرة.
عند البدء في رحلة علاج القشرة تعتبر الشامبوهات الطبية المتخصصة خط الدفاع الأول ويوصى باستخدامها مرتين إلى ثلاث مرات أسبوعيا وفقا لحدة الحالة. وإلى جانب الحلول الطبية تبرز العلاجات الطبيعية كخيار فعال لكثير من الحالات حيث يساعد استخدام زيوت معينة في ترطيب الفروة ومكافحة المسببات. يعد زيت جوز الهند مرطبا طبيعيا قويا بينما يشتهر زيت شجرة الشاي بخصائصه المضادة للفطريات والبكتيريا مما يجعله علاجا فعالا للقشرة أما زيت الزيتون فيعمل على منع الجفاف الذي يعد أرضا خصبة لظهورها.
تتضمن استراتيجيات العلاج أيضا بعض الوصفات المنزلية البسيطة التي أثبتت فعاليتها مثل استخدام خل التفاح المخفف بالماء ورشه على الفروة لاستعادة توازنها الحمضي والقضاء على الفطريات. كذلك يمكن لعصير الليمون أن يساعد في التحكم بالإفرازات الدهنية الزائدة وتنظيف فروة الرأس بعمق. إن تعديل بعض العادات اليومية له تأثير كبير في التخلص من القشرة والوقاية منها مستقبلا. يُنصح بغسل الشعر بانتظام مع تجنب استخدام الماء شديد السخونة لأنه يزيد من جفاف الجلد واختيار منتجات عناية بالشعر تكون خالية من المركبات الكيميائية القاسية مثل الكبريتات والبارابين مع تقليل الاعتماد على مثبتات الشعر كالجل والرذاذ.
إن النظام الغذائي الصحي يلعب دورا محوريا في الحفاظ على فروة رأس صحية. ينبغي التركيز على تناول الأطعمة الغنية بالزنك كالمكسرات والبذور والحبوب الكاملة والبيض الغنية بفيتامينات بي. كما أن شرب كميات وافرة من الماء يضمن ترطيب الجسم بالكامل بما في ذلك جلدة الرأس مع ضرورة الابتعاد عن الأطعمة المقلية والدسمة التي تحفز إنتاج الدهون. ولأن التوتر عامل رئيسي في تفاقم القشرة فإن ممارسات مثل الرياضة والتأمل والحصول على ساعات نوم كافية تعتبر جزءا لا يتجزأ من العلاج. وفي الحالات المستعصية التي لا تستجيب للعلاجات المعتادة أو تكون مصحوبة باحمرار وحكة شديدة يصبح من الضروري استشارة طبيب أمراض جلدية.
لضمان عدم عودة القشرة مجددا يجب اتباع نهج وقائي دائم يشمل الحفاظ على نظافة أدوات الشعر كالأمشاط والفرش وعدم مشاركتها مع الآخرين. من المفيد أيضا تعريض فروة الرأس لأشعة الشمس المعتدلة لأنها تساهم في الحد من نمو الفطريات مع الحرص على قص أطراف الشعر بانتظام للحفاظ على صحته وحيويته.