
يعاني الكثيرون من البشرة الحساسة التي تتطلب عناية فائقة ومنهجية دقيقة للحفاظ على صحتها ورونقها حيث إنها تتفاعل بشدة مع المؤثرات المحيطة بها سواء كانت تغيرات في الطقس أو التعرض لأشعة الشمس أو حتى استخدام مستحضرات تجميل غير مناسبة والضغوط النفسية التي قد تزيد من تفاقم حالتها.
يجب فهم الطبيعة الخاصة للبشرة الحساسة فهي ليست مجرد نوع من أنواع البشرة بل حالة جلدية يكون فيها الحاجز الواقي للجلد ضعيفًا مما يجعله أكثر عرضة للجفاف وفقدان الرطوبة والتأثر بالمواد المهيجة وغالبا ما ترتبط هذه الحالة بمشكلات أخرى مثل الإكزيما أو الوردية أو التحسس الموسمي وتظهر علاماتها بوضوح في صورة احمرار مستمر أو متكرر وشعور بالوخز أو الحرقة عند التعرض للشمس أو مواد كيميائية معينة بالإضافة إلى سرعة تهيجها عند ملامسة الصابون والعطور وظهور بقع أو طفح جلدي بعد استخدام بعض المنتجات.
عند التعامل مع نوبات الالتهاب والاحمرار المفاجئة يمكن اللجوء لخطوات إسعافية للتهدئة الفورية مثل استخدام كمادات باردة أو ماء ورد طبيعي مبرد لتقليل الاحمرار كما يساهم جل الألوفيرا النقي الخالي من الكحول والعطور في تهدئة الجلد بفعالية ويمكن دعم ذلك بالكريمات الطبية والمرطبات الغنية بمكونات مهدئة كالبانثينول والشوفان الغروي والبابونج التي تعمل على تخفيف التهيج وتعزيز عملية الشفاء.
لحماية البشرة الحساسة يجب الاعتماد على روتين يومي مدروس يبدأ باستخدام منظفات مخصصة لها تكون خالية من الكبريتات والعطور ويفضل أن تكون بتركيبة كريمية أو جل لطيف للحفاظ على توازنها الطبيعي ويأتي الترطيب المستمر كخط دفاع أساسي لإصلاح الحاجز الواقي ومنع فقدان الماء من خلال كريمات تحتوي على حمض الهيالورونيك والجلسرين والسيراميدات ولا يكتمل الروتين دون حماية من أشعة الشمس التي تزيد الالتهابات والاحمرار لذا يجب استخدام واق شمسي معدني يحتوي على أكسيد الزنك أو ثاني أكسيد التيتانيوم لأنها أقل تهييجًا من الواقيات الكيميائية.
توجد أخطاء شائعة يرتكبها أصحاب البشرة الحساسة يجب تجنبها تمامًا مثل الغسيل المتكرر للوجه الذي يزيل الزيوت الطبيعية ويزيد من الجفاف واستخدام الماء الساخن الذي يفاقم الاحمرار ويضعف حاجز البشرة وكذلك الإفراط في التقشير باستخدام منتجات قوية أو بشكل متكرر فضلًا عن الاعتماد على المنتجات المعطرة التي تعد من أكبر مسببات التهيج.
بالإضافة إلى المنتجات الطبية يمكن الاستعانة ببعض المكونات الطبيعية الآمنة التي أثبتت فعاليتها في العناية بالبشرة الحساسة مثل الشوفان المطحون الذي يستخدم كقناع مهدئ لتخفيف الحكة والاحمرار والعسل الطبيعي بخصائصه المضادة للبكتيريا والالتهابات لترطيب وتهدئة الجلد وكذلك زيت جوز الهند البكر الذي يساهم في تهدئة التهيج إذا لم يكن هناك تحسس منه والخيار المبرد الذي ينعش البشرة ويقلل الانتفاخات والاحمرار.
قبل استخدام أي منتج جديد على الوجه بالكامل من الضروري إجراء اختبار حساسية على جزء صغير من الجلد مثل المنطقة خلف الأذن أو على الساعد والانتظار لمدة 24 ساعة لمراقبة أي رد فعل تحسسي محتمل وفي فترة الالتهاب يجب التوقف تمامًا عن استخدام المقشرات أو الكريمات التي تحتوي على أحماض قوية أو منتجات الريتينول حتى يهدأ الجلد تمامًا.
لا يمكن إغفال دور التغذية الداخلية في دعم صحة البشرة الحساسة حيث إن تناول أطعمة غنية بمضادات الأكسدة مثل الفواكه والخضروات الطازجة وأحماض أوميجا 3 الموجودة في الأسماك وبذور الكتان يساعد على تقليل الالتهابات من الداخل وتعزيز قوة حاجز الجلد.
في بعض الحالات قد لا تكون العناية المنزلية كافية ويتوجب استشارة طبيب الجلدية خصوصًا إذا كان الاحمرار شديدًا ومصحوبًا بآلام أو حكة قوية أو في حال انتشار طفح جلدي أو ظهور قشور سميكة أو إذا لم تتحسن الحالة رغم اتباع روتين مناسب لعدة أسابيع أو عند ظهور أعراض أخرى مثل التورم أو الإفرازات.