
تسعى الكثير من السيدات والفتيات للحصول على شعر طويل وجذاب باعتباره أحد أبرز علامات الجمال والأنوثة وهو حلم لا يقتصر تحقيقه على العوامل الوراثية وحدها بل يتطلب اتباع نهج شامل يجمع بين العناية المركزة والعادات اليومية الصحية لتعزيز نمو الشعر بشكل طبيعي وصحي.
يعد النظام الغذائي الصحي حجر الزاوية في رحلة إطالة الشعر فالتغذية السليمة تغذي البصيلات من الداخل. يجب التركيز على تناول كميات كافية من البروتين الموجود في البيض والأسماك والبقوليات لأنه يساهم في بناء الكيراتين المكون الأساسي للشعر. كما أن الفيتامينات والمعادن مثل الحديد والزنك وفيتاميني د وهـ والبيوتين تلعب دورا حيويا في تقوية الشعر ومنع تساقطه. ولا يمكن إغفال أهمية الخضروات الورقية كالسبانخ والجرجير والفواكه الغنية بالعناصر المغذية كالأفوكادو والبرتقال بالإضافة إلى ضرورة شرب ما لا يقل عن ثمانية أكواب من الماء يوميا لترطيب الجسم وفروة الرأس ومنع الجفاف الذي يعيق نمو الشعر.
لتحفيز نمو الشعر من الخارج يأتي دور العناية المباشرة بفروة الرأس. يساعد تدليك الفروة بانتظام لمدة عشر دقائق يوميا خاصة قبل النوم على تنشيط الدورة الدموية وزيادة وصول الأكسجين والعناصر الغذائية إلى بصيلات الشعر. ويزداد تأثير هذا التدليك عند استخدام زيوت طبيعية معروفة بخصائصها المحفزة للنمو مثل زيت الخروع وزيت الأرجان وزيت الروزماري بالإضافة إلى زيت الزيتون وزيت جوز الهند.
تتطلب حماية الشعر من التلف تجنب بعض الممارسات الشائعة فالاستخدام المفرط لأدوات التصفيف الحرارية كالمكواة ومجفف الشعر يسبب ضعفا وتكسرا للشعيرات لذا يوصى بتقليل استخدامها أو تطبيق واق للحرارة قبلها. كما ينبغي الابتعاد عن الصبغات والمواد الكيميائية القاسية التي ترهق بصيلات الشعر وتؤخر نموه. ومن العادات المفيدة أثناء النوم استخدام وسادة من الحرير أو الساتان لتقليل الاحتكاك وربط الشعر برفق أو عمل ضفيرة فضفاضة لمنع التشابك والتكسر.
الحفاظ على صحة أطراف الشعر جزء لا يتجزأ من عملية إطالته. إن قص الأطراف بانتظام كل ستة إلى ثمانية أسابيع يزيل التقصف والتلف مما يسمح للشعر بالنمو بشكل صحي ويمنع امتداد الضرر إلى الأعلى. ويتكامل هذا مع اختيار منتجات عناية لطيفة خالية من المركبات الضارة مثل الكبريتات والبارابين التي قد تضعف الشعر على المدى الطويل.
تؤثر الحالة النفسية والجسدية العامة بشكل مباشر على صحة الشعر. يعتبر التوتر والإجهاد من أبرز العوامل التي قد تؤدي إلى تساقط الشعر لذا فإن ممارسة تقنيات الاسترخاء كاليوجا والتأمل تساعد في الحفاظ على صحته. كذلك يعد الحصول على قسط كاف من النوم يتراوح بين سبع وثماني ساعات ليليا أمرا ضروريا لعملية تجديد خلايا الجسم بما فيها خلايا بصيلات الشعر.
أخيرا يجب التحلي بالصبر والاستمرارية فنمو الشعر عملية بطيئة لا تحدث بين عشية وضحاها. يبلغ المعدل الطبيعي لنمو الشعر حوالي سنتيمتر واحد إلى سنتيمتر ونصف شهريا ولذلك فإن الالتزام بروتين عناية صحي ومتكامل هو السبيل الوحيد لتحقيق النتائج المرجوة والحصول على شعر طويل وقوي.