
مع حلول ذكرى المولد النبوي الشريف كل عام تنتشر في الأسواق المصرية مظاهر الاحتفال التي تتمثل في أنواع الحلوى التقليدية مثل الملبن والسمسمية والفولية والحمصية والجوزية وغيرها من الأصناف المرتبطة بهذه المناسبة والتي تضع مرضى السكري أمام تحد صحي كبير يتعلق بكيفية الاستمتاع بها دون التسبب في مضاعفات خطيرة.
ويوضح استشاري أمراض الباطنة والكبد الدكتور عماد خليل أن هذه الحلوى الشعبية الشهيرة على الرغم من أنها قد تحمل بعض القيمة الغذائية لاحتوائها على المكسرات والبذور إلا أن تركيبتها الغنية بكميات هائلة من السكريات والدهون تجعلها تشكل خطورة بالغة على صحة مرضى السكري ويجب التعامل معها بحذر شديد.
ولتجنب المخاطر الصحية ينبغي على مرضى السكري عدم استهلاك كميات كبيرة من الحلوى دفعة واحدة مهما كان نوعها مفضلا لديهم. وينصح الخبراء بالاكتفاء بقطعة صغيرة حجمها لا يتجاوز كف اليد على أن يتم اعتبارها جزءا من مكونات الوجبة اليومية وليست إضافة عليها لتجنب زيادة السعرات الحرارية والسكر.
كما أن توقيت تناول الحلوى يلعب دورا مهما في تنظيم مستوى السكر بالدم إذ يفضل تناولها بعد وجبة طعام متكاملة تحتوي على البروتين والألياف مثل السلطة والخضروات حيث تساهم هذه العناصر في إبطاء عملية امتصاص السكر في الدم ويجب تجنب أكلها بشكل منفرد لأن ذلك يسبب ارتفاعا سريعا ومفاجئا في مستوى الجلوكوز.
إن اختيار نوع الحلوى يساعد أيضا في تقليل الضرر فالسمسمية والفولية مثلا تحتويان على ألياف ودهون صحية مفيدة من المكسرات والبذور وهو ما يقلل من سرعة امتصاص السكر كما أن الحمصية تمنح الجسم بعض البروتين والألياف لكنها تبقى غنية بالسكر ويجب الحذر من الجوزية والبندقية لاحتوائها على المكسرات المفيدة للقلب المغلفة بطبقة كراميل سكرية كثيفة ويفضل تجنب أي حلوى تحتوي على طبقات سكر ثقيلة أو ملبن بكميات كبيرة.
ويجب على المريض مراقبة استجابة جسمه عبر قياس مستوى السكر في الدم قبل وبعد تناول قطعة الحلوى لمعرفة مدى تأثيرها عليه وإذا لوحظ ارتفاع غير معتاد فيجب التوقف عن تناول المزيد منها فورا. وللمساعدة في التحكم بمستوى السكر ينصح بشرب كميات كافية من الماء مع الحلوى مع الامتناع التام عن تناول العصائر والمشروبات الغازية التي تضاعف من نسبة السكريات التي تدخل الجسم.
ويعد النشاط البدني عاملا مساعدا مهما حيث أن ممارسة رياضة المشي الخفيف لمدة تتراوح بين 15 و 20 دقيقة بعد تناول الحلوى تساهم في حرق جزء من السعرات الحرارية المكتسبة وتقلل من حدة ارتفاع السكر المفاجئ في الدم.
ويجب التنويه إلى أن بعض الحالات المرضية قد تمنع تماما من تناول هذه الحلويات خاصة المرضى الذين يعانون من مضاعفات متقدمة للسكري مثل اعتلال الكلى أو مشكلات في القلب وفي هذه الحالة يجب استشارة الطبيب المعالج الذي قد يصف بدائل مناسبة أو يحدد الكمية المسموح بها بدقة شديدة وفقا للحالة الصحية للمريض.
ويظل إعداد نسخ منزلية من حلوى المولد خيارا صحيا ومناسبا حيث يمكن التحكم في المكونات واستخدام محليات طبيعية قليلة السعرات الحرارية بدلا من السكر الأبيض والاعتماد على تحميص المكسرات والبذور مع كميات قليلة جدا من عسل النحل الطبيعي للحصول على بديل صحي وآمن نسبيا.