شهدت أسواق الذهب المحلية في مصر اليوم قفزة سعرية كبيرة حيث ارتفع سعر الجرام الواحد بقيمة 25 جنيها بشكل مفاجئ لجميع الأعيرة المتداولة وجاء هذا الصعود الملحوظ في الأسعار المحلية كنتيجة مباشرة للتطورات في البورصات العالمية حيث صعدت قيمة أونصة الذهب عالميا بشكل كبير.
يأتي هذا التحرك في السوق المصري انعكاسا للأداء القوي للمعدن الأصفر على الصعيد العالمي خلال الأسبوع الماضي حيث سجل سعر الأونصة ارتفاعا بنسبة 2.3% ليغلق تداولات الأسبوع عند مستوى 3447 دولارا بعد أن كان قد افتتح التعاملات عند 3368 دولارا ولامس خلال الأسبوع أعلى مستوى له منذ أكثر من أربعة أشهر ببلوغه 3453 دولارا للأونصة.
ولم يقتصر الأداء الإيجابي للذهب على الأسبوع الأخير فقط بل امتد ليشمل شهر أغسطس بأكمله الذي شهد ارتفاعا بنسبة 4.8% وهو أعلى معدل صعود شهري يسجله الذهب منذ شهر أبريل الماضي وبهذه المكاسب يقترب سعر الأونصة من المستوى التاريخي الذي حققه في أبريل عند 3500 دولار.
وتعزى هذه الارتفاعات العالمية إلى مجموعة من العوامل الاقتصادية في الولايات المتحدة حيث أظهرت البيانات الأخيرة ارتفاعا قويا في إنفاق المستهلكين الأمريكيين خلال شهر يوليو مصحوبا بزيادة في معدل التضخم الأساسي كما ارتفع مؤشر أسعار نفقات الاستهلاك الشخصي بنسبة 0.2% على أساس شهري و2.6% على أساس سنوي وهي أرقام جاءت متوافقة مع توقعات المحللين.
وقد عززت هذه البيانات الاقتصادية التي لم تحمل مفاجآت سلبية التوقعات بأن البنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي يمضي قدما في خطته لخفض أسعار الفائدة خلال اجتماعه المقبل في سبتمبر حيث تشير القراءات إلى أن الاقتصاد قادر على تحمل مثل هذا الخفض دون مخاطر كبيرة.
ونتيجة لذلك تزايدت رهانات المستثمرين والمتداولين في الأسواق على قرار وشيك بخفض الفائدة من قبل الفيدرالي الأمريكي ربما لمرة واحدة أو مرتين خلال العام الجاري وهو ما يدعم أسعار السلع بشكل عام والذهب والفضة بشكل خاص لأن خفض الفائدة يقلل من تكلفة الفرصة البديلة لحيازة الذهب الذي لا يدر عائدا.
وقد ارتفعت احتمالات قيام البنك الفيدرالي بخفض سعر الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في اجتماع سبتمبر إلى ما يقارب 89% وذلك بعد صدور بيانات التضخم الأخيرة مقارنة بنسبة 85% قبلها ما يوضح ثقة الأسواق في هذا التوجه.
عامل آخر ساهم في دعم أسعار الذهب وهو انخفاض مؤشر الدولار الذي يقيس أداء العملة الأمريكية مقابل سلة من ست عملات رئيسية حيث تراجع المؤشر بنسبة 2.2% خلال شهر أغسطس وهو ما يعزز من جاذبية الذهب المقوم بالدولار بالنسبة لحائزي العملات الأخرى.
على صعيد آخر ما زالت التوترات المتعلقة بالسياسات النقدية الأمريكية تلقي بظلالها حيث يترقب المستثمرون قرار قاض فيدرالي بشأن إمكانية منع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من إقالة محافظة الاحتياطي الفيدرالي ليزا كوك مما يضيف حالة من عدم اليقين السياسي تدعم الأصول الآمنة.
وتعكس تقارير التزامات المتداولين الصادرة عن لجنة تداول السلع الآجلة للأسبوع المنتهي في 26 أغسطس عودة الطلب القوي على المعدن النفيس فقد أظهر التقرير ارتفاعا في عقود الشراء الآجلة للذهب من قبل المستثمرين والمؤسسات المالية بمقدار 490 عقدا بينما تراجعت عقود البيع بمقدار 1231 عقدا ما يشير إلى تنامي التوقعات الصعودية.
وعلى مستوى الأسعار في السوق المصري اليوم بلغ سعر جرام الذهب من عيار 24 مستوى 5389 جنيها بينما سجل عيار 21 الأكثر انتشارا 4715 جنيها للجرام الواحد ووصل سعر جرام الذهب من عيار 18 إلى 4041 جنيها أما عيار 14 فقد سجل 3143 جنيها في حين بلغت قيمة الجنيه الذهب 37720 جنيها.
