
يحتل الحبهان المعروف أيضا بالهيل مكانة مرموقة بين التوابل الأغلى والأقدم في العالم حيث يُلقب بملك التوابل نظرا لرائحته العطرية القوية ونكهته الفريدة التي تمزج بين الحلاوة ودفء خفيف وهو لا يقتصر على كونه مكونا أساسيا في المطابخ الشرقية والعالمية بل يمتد تأثيره ليشمل فوائد صحية وجمالية عديدة.
يساهم الحبهان بفاعلية في تعزيز صحة القلب والأوعية الدموية فبفضل غناه بمضادات الأكسدة ومعادن حيوية كالبوتاسيوم والمغنيسيوم فإنه يساعد على تنظيم مستويات ضغط الدم وتقليل نسب الكوليسترول الضار في الجسم مما يحسن الدورة الدموية ويقلل من مخاطر الإصابة بالأمراض القلبية والسكتات الدماغية.
ويُعرف الهيل بدوره كصديق للجهاز الهضمي حيث كان يستخدم قديما بمضغ بذوره لتحسين عملية الهضم وتخفيف الشعور بالانتفاخ فهو يعمل على تحفيز إفراز العصارات الهضمية وتهدئة تقلصات المعدة والأمعاء كما يعالج عسر الهضم والغازات ويساهم محتواه من الألياف في الوقاية من الإمساك.
ويمتلك الحبهان خصائص طبيعية مضادة للالتهابات لاحتوائه على مركبات فريدة مثل السينيول والتربينات وهذه المركبات قادرة على تهدئة الالتهابات داخل الجسم وخارجه وتخفيف أعراض التهاب المفاصل ودعم مناعة الجسم لمقاومة الأمراض المزمنة التي تنشأ بسبب الالتهابات المتكررة.
وفي مجال صحة الجهاز التنفسي استخدم الهيل تقليديا لعلاج مشكلات الصدر حيث يساعد استنشاق زيته العطري أو تناوله على توسيع الشعب الهوائية وتسهيل التنفس خاصة لمرضى الربو والحساسية كما يخفف من حدة السعال ونزلات البرد ويعمل على إذابة البلغم وتهدئة التهابات الحلق.
وتشير الدراسات الحديثة إلى أن الحبهان قد يكون له دور مهم في تنظيم سكر الدم إذ يمكن أن يحسن حساسية الجسم للأنسولين وهو ما يجعله إضافة غذائية مفيدة لمرضى السكري من النوع الثاني أو الأشخاص المعرضين لخطر الإصابة به للمساعدة في السيطرة على مستويات الجلوكوز.
كما يعتبر مضغ بذور الحبهان علاجا طبيعيا وفعالا للحفاظ على صحة الفم فهو لا يمنح نفسا منعشا فقط بل يكافح البكتيريا المسببة للروائح الكريهة ويحمي اللثة من الالتهابات ويقلل من خطر تكون تسوس الأسنان بفضل خصائصه المضادة للجراثيم.
ويعمل الهيل كمدر طبيعي للبول مما يجعله مفيدا لدعم صحة الكلى والمسالك البولية فهو يساعد الجسم على التخلص من السوائل المحتبسة وينظف الكلى من السموم المتراكمة ويساهم في الوقاية من التهابات المسالك البولية وتكون الحصوات.
وللراغبين في إنقاص الوزن يمكن أن يكون الحبهان حليفا طبيعيا فمركباته تعزز عمليات التمثيل الغذائي وتزيد من معدل حرق الدهون في الجسم كما أن رائحته العطرية قد تساهم في كبح الرغبة الشديدة لتناول الأطعمة السكرية والدسمة.
ولا تقتصر فوائده على الصحة الجسدية بل تمتد لتشمل تحسين الحالة المزاجية حيث يستخدم زيت الحبهان العطري في العلاجات بالروائح لتهدئة الأعصاب وتقليل التوتر ومحاربة الأرق لتحسين جودة النوم فضلا عن تعزيز الشعور بالحيوية والنشاط.
وتمتد مزايا الهيل إلى عالم الجمال والعناية الشخصية فبالنسبة للبشرة تساعد مضادات الأكسدة فيه على محاربة علامات الشيخوخة المبكرة وتعمل خصائصه المضادة للبكتيريا على تنقية البشرة من الشوائب وتقليل ظهور حب الشباب أما للشعر فزيته يقوي الجذور ويحفز النمو ويقلل من القشرة.
ويمكن الاستفادة من هذه الفوائد المتعددة للحبهان بطرق مختلفة كتوابل تضاف للأطعمة المالحة أو الحلويات أو بإضافته إلى المشروبات الساخنة مثل القهوة والشاي لمنحها نكهة مميزة أو شربه كمغلي مع أعشاب أخرى مثل الزنجبيل والقرفة.