طاعة طفلك بذكاء: استراتيجية نفسية تجعله يتبعك وهو يظن أنه القائد

طاعة طفلك بذكاء: استراتيجية نفسية تجعله يتبعك وهو يظن أنه القائد
طاعة طفلك بذكاء: استراتيجية نفسية تجعله يتبعك وهو يظن أنه القائد

يواجه الآباء والأمهات في العصر الحديث تحديا كبيرا في تربية الأبناء خاصة مع ميل الأطفال الطبيعي نحو الاستقلالية ورفضهم الأوامر المباشرة. ويسعى الكثيرون لإيجاد طرق فعالة لتوجيه سلوك أطفالهم دون الدخول في صراعات قوة مستمرة مما يجعل التربية مهمة تتطلب حكمة وصبرا.

وفي هذا السياق يقدم الدكتور محمد هاني وهو أخصائي في الصحة النفسية واستشاري علاقات أسرية مجموعة من الاستراتيجيات التي تساعد على تحقيق هذا التوازن الصعب. ويؤكد هاني أن جوهر التربية الإيجابية يكمن في توجيه الطفل بشكل غير مباشر وإشراكه في اتخاذ القرارات ليشعر بأنه يمتلك زمام أموره.

أحد أبرز هذه الأساليب هو منح الطفل خيارات محددة بدلا من إصدار أمر مباشر. فعلى سبيل المثال بدل أن تقول له ارتدي هذا القميص يمكنك سؤاله هل تفضل ارتداء القميص الأزرق أم الأحمر. هذه الطريقة تمنحه إحساسا بالسيطرة والاختيار مما يقلل من مقاومته ويدفعه للتعاون.

من الضروري أيضا شرح الأسباب الكامنة وراء أي طلب أو منع. فعندما تطلب من طفلك التوقف عن أكل الحلوى قبل الغداء اشرح له أن ذلك سيؤثر على شهيته ويحرمه من الاستمتاع بوجبة صحية ومفيدة لأنها تسبب سد الشهية كما أنها طعام غير صحي. هذا التوضيح يساعد الطفل على بناء قناعة داخلية بالسلوك الصحيح بدلا من مجرد الامتثال خوفا من العقاب.

وينصح الخبير بالابتعاد تماما عن أسلوب التهديد لأنه يزرع الخوف المؤقت ولا يبني قناعة دائمة. الأفضل من ذلك هو توضيح العواقب الطبيعية والمنطقية لأفعاله. كأن تخبره بأنه إذا لم يرتد حذاءه فلن يتمكن من الخروج للعب في الحديقة. بهذا يربط الطفل بين قراره والنتيجة المترتبة عليه مباشرة.

يعد تعزيز السلوك الإيجابي من خلال المدح الصادق أداة قوية لبناء ثقة الطفل بنفسه. عندما يتخذ الطفل قرارا سليما يجب الثناء عليه بعبارات واضحة مثل لقد أعجبني اختيارك غسل يديك قبل تناول الطعام. هذا التشجيع يجعله أكثر ميلا لتكرار السلوكيات الجيدة ويزرع فيه الثقة بالنفس.

المرونة أيضا عنصر أساسي في هذه العملية التربوية. يجب على الوالدين أحيانا ترك مساحة للطفل كي يجرب ويخطئ فالتعلم من الأخطاء جزء مهم من تحمل المسؤولية. كما يجب تقبل آراء الطفل وأحيانا الاعتراف بأن وجهة نظره قد تكون صحيحة وعدم الانتصار للرأي الأبوي فقط طالما أن قرار الطفل لا يسبب ضررا.