أمام تزايد مشكلات الشعر الشائعة مثل التساقط وضعف النمو والتقصف يلجأ الكثيرون إلى الطبيعة بحثًا عن حلول آمنة وفعالة. وتبرز الأعشاب الطبيعية التي استُخدمت على مر العصور كبديل واعد للمنتجات الصناعية إذ تقدم علاجات جذرية لتغذية فروة الرأس وتعزيز كثافة الشعر ولمعانه بعيدًا عن الآثار الجانبية للمواد الكيميائية.
تشير خبيرة العناية بالشعر ساندرا لي إلى أن الحلول الطبيعية لا تقتصر على تغذية فروة الرأس فحسب بل تحافظ على صحة الشعر وتمنحه مظهرًا حيويًا وقويًا. وقد أثبتت العديد من الأعشاب فعاليتها في تحفيز نمو الشعر وزيادة قوته ولمعانه بفضل مكوناتها الفريدة.
يحتل نبات الآملا المعروف بالتوت الهندي مكانة خاصة في الطب الهندي التقليدي كمصدر غني بفيتامين سي ومضادات الأكسدة التي تقوي الشعر وتمنع تكسره كما تحفز إنتاج الكولاجين لدعم نمو بصيلات جديدة ويمكن الاستفادة منه بتدليك فروة الرأس بزيته الجاهز أو غلي مسحوقه المجفف في زيت جوز الهند وتطبيقه كحمام زيت.
ويعرف الصبار أو الألوفيرا بخصائصه العلاجية المذهلة للشعر والبشرة حيث يحتوي الجل المستخلص منه على إنزيمات تصلح الخلايا التالفة في فروة الرأس كما أنه يرطب الشعر بعمق ويمنع الجفاف المسبب لضعف النمو ويكفي استخلاص الجل الطازج من أوراقه وتطبيقه مباشرة على فروة الرأس لمدة نصف ساعة قبل غسله.
أما الحلبة فهي من الأعشاب الغنية بالبروتينات والليسيثين وحمض النيكوتينك وهي عناصر أساسية لتغذية فروة الرأس ودعم نمو الشعر بشكل طبيعي كما أنها تقلل القشرة والجفاف ويمكن استخدامها بنقع بذورها ليلة كاملة ثم طحنها لتصبح عجينة توضع على فروة الرأس قبل غسلها.
ولعشبة إكليل الجبل أو الروزماري شهرة واسعة في تعزيز نمو الشعر فهي تحتوي على مضادات أكسدة قوية تحسن الدورة الدموية في فروة الرأس مما يضمن وصول المغذيات إلى البصيلات ويقوي الجذور ويحد من التساقط. ويمكن استخدامها بغلي أوراقها في الماء وشطف الشعر بالمنقوع بعد تبريده أو بخلط زيتها مع زيوت أخرى كزيت الزيتون وتدليك الفروة به.
ويأتي السدر كعشبة عرفت في التراث العربي بفوائدها الجمة للشعر فهو يقوي الجذور ويقلل التساقط ويمنح الشعر كثافة ولمعانًا طبيعيًا وتتلخص طريقة استخدامه في خلط مسحوق أوراقه مع الماء لتكوين عجينة لينة توضع على الشعر وفروة الرأس لمدة ساعة قبل غسلها.
يساهم النعناع بفضل احتوائه على مادة المنثول المنعشة في تحفيز فروة الرأس وتنشيط الدورة الدموية وتغذية البصيلات مما يعزز نمو الشعر ويمكن إضافة بضع قطرات من زيته إلى زيت حامل مثل زيت جوز الهند وتدليك فروة الرأس به.
ومن الأعشاب الفعالة أيضًا الزعتر الذي يحتوي على خصائص مطهرة ومضادة للفطريات تساعد في تنظيف فروة الرأس وتحفيز تدفق الدم إلى الجذور وهو يعزز كثافة الشعر عند استخدامه بانتظام ويمكن غليه واستخدام مائه لشطف الشعر.
ويقدم نبات القراص الغني بالحديد والسيليكا حلًا لمشكلات الشعر فهذان العنصران مهمان لتقويته وتحفيز نموه كما أنه يقلل من القشرة والتساقط ويستخدم السائل الناتج عن غليه لشطف الشعر.
وتعمل عشبة الجنكو بيلوبا على دعم الدورة الدموية وزيادة تدفق الدم إلى فروة الرأس مما يساعد على تغذية البصيلات وتحفيز نمو شعر جديد وتتوفر على شكل مكملات غذائية لكن يجب استشارة الطبيب قبل تناولها.
أما البابونج فلا يقتصر دوره على تهدئة الأعصاب بل يمتد ليشمل تهدئة فروة الرأس الملتهبة ومنح الشعر لمعانًا طبيعيًا وتقليل تساقطه مع الاستخدام المستمر ويمكن الاستفادة منه بغلي أزهاره واستخدام مائه كغسول نهائي للشعر.
وللحصول على أفضل النتائج عند استخدام الأعشاب يجب التحلي بالصبر والمواظبة عليها لعدة أسابيع فنتائجها تظهر مع الاستمرارية. ومن الضروري أيضًا إجراء اختبار حساسية بوضع كمية صغيرة من أي عشبة أو زيت على الجلد أولًا. ويجب دعم هذه العلاجات الطبيعية بنظام غذائي صحي غني بالبروتينات والفيتامينات والمعادن مع تقليل استخدام الصبغات والمنتجات الصناعية القاسية التي تضر بالشعر.
