حسم الناقد الرياضي محمد الذايدي الجدل التاريخي بشأن هوية البطل الأول للدوري السعودي الممتاز مؤكداً أن نادي الهلال هو من تُوّج باللقب الافتتاحي لهذه البطولة بشكلها الرسمي. ويستند الذايدي في طرحه إلى قرارات تنظيمية صدرت في تلك الحقبة والتي حددت بوضوح انطلاقة المسابقة والفريق الفائز بها.
واستعرض الذايدي تسلسلاً زمنياً لتطور المسابقات الكروية في المملكة مشيراً إلى أن عام 1977 شهد الانطلاقة الرسمية للدوري الذي حققه الهلال بناءً على قرار رسمي من الأمير فيصل بن فهد الذي كان يتولى منصب الرئيس العام لرعاية الشباب آنذاك. وأوضح أن هذا القرار ينهي أي نقاش حول هوية البطل الأول ويؤكد أن ما سبق هذا التاريخ من بطولات لا يمكن اعتباره دورياً بالمفهوم الحديث.
وفي سياق حديثه تطرق إلى الرواية التي تمنح نادي الوحدة هذا الشرف التاريخي موضحاً أن تتويج الوحدة استند إلى بطولة كأس كانت تقام بنظام الذهاب والإياب واعتبرها البعض دورياً ولكنها في الحقيقة لم تكن مسابقة دوري فعلية تضم فرقاً تتنافس على مدار موسم كامل بنظام النقاط.
وقبل انطلاق الدوري بشكله المعروف تم الاستعانة بشركة إنجليزية عام 1975 للمساعدة في تنظيم البطولات السعودية. وقد أوصت الشركة بضرورة وجود ثلاث بطولات رئيسية هي الدوري والكأس وكأس الاتحاد لتواكب التطور العالمي في تنظيم المنافسات الرياضية وهو ما دفع المسؤولين إلى إعادة هيكلة المسابقات المحلية.
ولتحقيق هذه الرؤية أقيمت دورة تصنيفية في عام 1395 هجرياً ضمت ستة عشر فريقاً من الدرجتين الأولى والثانية بهدف تحديد الفرق التي ستشارك في الدوري الممتاز والفرق التي ستلعب في دوري الدرجة الأولى الجديد. تم تقسيم الفرق إلى مجموعتين ترأس إحداهما الهلال والأخرى النصر.
وخلال هذه الدورة التصنيفية تصدر الهلال مجموعته باثنتين وعشرين نقطة بينما جمع النصر عشرين نقطة. ولم يكن مخططاً إقامة مباراة نهائية ولكن الحماس الجماهيري دفع الأمير فيصل بن فهد إلى إقرار مواجهة فاصلة بين الفريقين حسمها النصر لصالحه. ورغم فوز النصر بالمباراة النهائية إلا أن الغرض الأساسي من الدورة كان تصنيف أول ثمانية فرق للدوري الممتاز والثمانية الأخرى للدرجة الأولى مع إلغاء دوري الدرجة الثانية.
وقد شهد عام 1976 محاولة لإطلاق النسخة الأولى من الدوري ولكنها لم تكتمل حيث توقفت المسابقة بعد مرور أربع جولات فقط بسبب ارتباط المنتخب بمعسكر إعدادي للمشاركة في بطولة الخليج ثم تم إلغاء الموسم بالكامل. كما توقفت بطولة كأس الملك في العام نفسه بعد مباراة واحدة بسبب وفاة الملك فيصل.
