
يعد مرض هشاشة العظام أحد المشكلات الصحية التي تتسلل إلى الجسم بصمت تام دون أن تسبب أعراضا واضحة كالحمى أو الصداع أو الآلام المباشرة مما يجعله تحديا صحيا كبيرا ويصعب اكتشافه في مراحله الأولى وهذا الغياب للإنذارات المبكرة هو السبب في تسميته بالمرض الصامت.
على الرغم من أن هشاشة العظام لا تعلن عن نفسها بأعراض مباشرة إلا أن هناك بعض التغيرات الجسدية التي قد تظهر على الشخص وتكون بمثابة علامات تحذيرية تشير إلى أن العظام بدأت تفقد قوتها وكثافتها ومن أبرز هذه الإشارات فقدان ملحوظ في الطول قد يصل إلى بضعة سنتيمترات وتغير في وضعية الوقوف الطبيعية حيث يبدأ الجسم في الانحناء نحو الأمام بشكل تدريجي.
قد يعاني الشخص المصاب أيضا من ضيق في التنفس وهو عرض قد يبدو غير مرتبط بالهيكل العظمي ولكن سببه هو انضغاط الفقرات في العمود الفقري مما يقلل من المساحة المتاحة للرئتين للتمدد بشكل كامل كما أن آلام أسفل الظهر خاصة في منطقة الفقرات القطنية تعد من العلامات التي يجب الانتباه إليها.
غالبا ما يكون المقربون من المريض مثل أفراد العائلة أو الأصدقاء هم أول من يلاحظ هذه التغيرات الجسدية الدقيقة في الطول أو وضعية الجسم لأنها تحدث ببطء مع مرور الوقت وقد لا يدركها الشخص نفسه وما يسخر منه الناس أحيانا بوصفه انكماش كبار السن مع التقدم في العمر قد يكون في الواقع مؤشرا خطيرا يستدعي زيارة الطبيب لتقييم كثافة العظام.
إن العارض الأكثر شيوعا ووضوحا لهشاشة العظام هو حدوث كسر في العظام بشكل مفاجئ وغير متوقع وغالبا ما يحدث هذا الكسر نتيجة لسقطة بسيطة أو حادث طفيف لا يفترض أن يسبب أذى في الحالات الطبيعية ورغم أن هذه المشكلة الصحية قد تصيب الأفراد في مختلف الأعمار إلا أنها تنتشر بشكل أوسع بين كبار السن وتعتبر النساء أكثر عرضة للإصابة بها.