
يواجه الكثيرون تحديا كبيرا بعد تحقيق هدفهم في إنقاص الوزن وهو الحفاظ على هذا الإنجاز حيث تمثل مرحلة تثبيت الوزن الخطوة الأهم لضمان عدم عودة الكيلوجرامات المفقودة. فالوصول إلى الوزن المثالي ليس نهاية المطاف بل بداية لنمط حياة جديد يتطلب التزاما ووعيا للحفاظ على النتائج التي تحققت بمشقة.
أكدت الدكتورة مروة كمال أخصائية التغذية العلاجية أن المقياس الحقيقي لنجاح أي نظام غذائي لا يكمن فقط في خسارة الوزن بل في القدرة على تثبيته لسنوات طويلة. وتكمن المشكلة في أن الجسم بعد فترة من الريجيم يبطئ من معدل حرقه للسعرات الحرارية ويتأقلم مع الكميات القليلة من الطعام وعند العودة المفاجئة للعادات الغذائية القديمة فإنه يبدأ في تخزين الدهون بكفاءة أكبر ما يؤدي إلى استعادة الوزن بسرعة.
لذلك فإن الانتقال من مرحلة إنقاص الوزن إلى مرحلة التثبيت يجب أن يكون تدريجيا فبدلا من العودة للأكل الحر مباشرة ينصح بزيادة السعرات الحرارية بمعدل يتراوح بين 100 و150 سعرا حراريا كل أسبوع. هذه الزيادة البسيطة تمنح الجسم فرصة للتكيف مع الوضع الجديد دون أن يصاب بصدمة تدفعه لتخزين الدهون مع ضرورة المراقبة المستمرة للوزن لملاحظة أي تغيرات.
ويلعب النشاط البدني دورا محوريا في هذه المرحلة فالرياضة ليست مجرد أداة لفقدان الوزن بل هي الضامن الأساسي للحفاظ عليه. يوصى بممارسة التمارين الهوائية كالمشي السريع أو الجري لمدة لا تقل عن 150 دقيقة أسبوعيا إلى جانب تمارين المقاومة مرتين أو ثلاث مرات لبناء الكتلة العضلية التي تساهم بشكل مباشر في رفع معدل الأيض وحرق المزيد من السعرات الحرارية حتى في أوقات الراحة.
يجب أن يستمر التركيز على نوعية الطعام وليس فقط كميته فالنظام الغذائي الصحي يجب أن يكون أسلوب حياة دائم. ويشمل ذلك الاعتماد على البروتينات الخالية من الدهون مثل الأسماك والدجاج والبقوليات وتناول الحبوب الكاملة بدلا من الدقيق الأبيض والإكثار من الفواكه والخضروات الغنية بالألياف والدهون الصحية الموجودة في زيت الزيتون والمكسرات.
كما أن بعض العادات اليومية البسيطة لها تأثير كبير في الحفاظ على الوزن فالنوم لساعات كافية تتراوح بين 7 و8 ساعات ليلا يساعد على تنظيم هرمونات الجوع والشبع. كذلك فإن شرب كميات وافرة من الماء لا تقل عن 8 أكواب يوميا يساهم في تعزيز الشعور بالامتلاء وتحسين عملية الهضم وتقليل احتباس السوائل بالجسم.
من الأخطاء الشائعة التي يقع فيها الكثيرون هي العودة المباشرة للعادات القديمة كتناول الوجبات السريعة والمشروبات الغازية أو التوقف تماما عن ممارسة الرياضة بحجة انتهاء فترة الريجيم. كما أن الحرمان المفرط ليس حلا مستداما بل يمكن تخصيص وجبة مفتوحة مرة أو مرتين أسبوعيا لتجنب الشعور بالضغط والملل.
من النصائح العملية التي تساعد على النجاح في هذه المهمة إعداد الوجبات مسبقا لتجنب الخيارات غير الصحية عند الشعور بالجوع واستخدام أطباق صغيرة للتحكم في الكميات بصريا. ويعد تناول الطعام ببطء ومضغه جيدا من الاستراتيجيات الفعالة لمنح الدماغ وقتا كافيا لإرسال إشارات الشبع كما أن الدعم النفسي من المحيطين يشكل عاملا مهما للاستمرارية والصبر.