
تعتبر مشكلة فراغات الشعر من أبرز التحديات الجمالية التي تواجه العديد من الفتيات لأنها لا تؤثر فقط على المظهر الخارجي وكثافة الشعر بل تمتد لتلقي بظلالها على الثقة بالنفس وقد تتطور في بعض الحالات إلى مشاكل أكثر تعقيدا مثل الثعلبة مما يدفع الكثيرات للبحث عن حلول فعالة للحفاظ على جمالهن.
أوضحت استشارية الأمراض الجلدية الدكتورة لانا شكري أن فهم الأسباب الجذرية وراء ظهور الفراغات هو الخطوة الأولى نحو العلاج الصحيح مشيرة إلى أن العوامل الوراثية تلعب دورا محوريا إذ يمكن أن تكون الجينات مسؤولة بشكل مباشر عن ضعف البصيلات أو تساقط الشعر المبكر. كما أن التغيرات الهرمونية التي تمر بها المرأة خاصة في فترات مثل ما بعد الولادة أو خلال مرحلة انقطاع الطمث تعد من المسببات الرئيسية لهذه المشكلة.
ولا تقتصر الأسباب على العوامل الداخلية فقط بل تشمل أيضا الممارسات اليومية والظروف الخارجية فالضغط النفسي والإجهاد المستمر يعتبران من الأعداء الصامتين لصحة الشعر حيث يؤديان إلى تساقطه بشكل ملحوظ. يضاف إلى ذلك سوء التغذية ونقص عناصر حيوية في الجسم كالحديد والزنك والبروتينات وفيتامين د وكذلك الإصابة ببعض الأمراض الجلدية مثل الصدفية أو الالتهابات الفطرية في فروة الرأس.
للتعامل مع هذه المشكلة توجد العديد من الطرق الطبيعية الآمنة التي يمكن اللجوء إليها لتحسين صحة فروة الرأس وتحفيز نمو الشعر من جديد. ويأتي زيت الخروع في مقدمة هذه الحلول كونه معروفا بقدرته الفائقة على تحفيز البصيلات ويمكن استخدامه بتدليك مناطق الفراغات به مرتين أسبوعيا لتنشيط الدورة الدموية. وبالمثل يساعد تدليك فروة الرأس بزيوت دافئة كزيت جوز الهند أو زيت اللوز في تعزيز تدفق الدم إلى البصيلات وتغذيتها.
ومن الوصفات الفعالة أيضا مزيج زيت الزيتون مع الثوم المفروم حيث يحتوي الثوم على مركبات الكبريت الضرورية لنمو الشعر ويُنصح بنقع الثوم في الزيت لعدة أيام قبل استخدامه كدهان موضعي. كما يمكن الاستفادة من عصير البصل الغني بالكبريت أيضا بوضعه مباشرة على الفراغات لمدة عشرين دقيقة قبل غسله جيدا. ويعتبر جل الألوفيرا الطازج خيارا ممتازا لترطيب فروة الرأس وتهدئتها وتحفيز نمو الشعر.
في الحالات التي لا تستجيب فيها فراغات الشعر للعلاجات الطبيعية أو عندما تكون المشكلة متقدمة يصبح التدخل الطبي ضروريا. وتتنوع الخيارات المتاحة حيث يمكن اللجوء إلى العلاجات الدوائية الموضعية التي يصفها الطبيب المختص. وتعد تقنية حقن البلازما الغنية بالصفائح الدموية من الأساليب الحديثة والفعالة حيث يتم سحب عينة من دم الشخص نفسه وفصل البلازما ثم إعادة حقنها في فروة الرأس لتنشيط الخلايا وتحفيز نمو الشعر.
وهناك أيضا علاج الميزوثيرابي الذي يعتمد على حقن فروة الرأس بمزيج مخصص من الفيتامينات والمعادن والأحماض الأمينية لتغذية البصيلات مباشرة وتقويتها من الجذور.
للوقاية من تفاقم المشكلة أو ظهورها من الأساس يُنصح بتبني مجموعة من العادات الصحية. يأتي في مقدمتها اتباع نظام غذائي متوازن وغني بالبروتينات والحديد والزنك وشرب كميات وافرة من الماء للحفاظ على ترطيب الجسم وفروة الرأس. كما يجب تجنب الإفراط في استخدام المنتجات الكيميائية القاسية مثل الصبغات ومواد فرد الشعر والابتعاد قدر الإمكان عن التوتر مع الحرص على استخدام شامبوهات لطيفة خالية من الكبريتات وقص أطراف الشعر بانتظام لتجديد حيويته.