
يعد حب الشباب أحد أبرز المشكلات الجلدية وأكثرها انتشارا بين مختلف الفئات العمرية من المراهقين والشباب وصولا إلى البالغين ويظهر عندما تنسد مسام البشرة بفعل تراكم الزيوت وخلايا الجلد الميتة مما يؤدي لتكون البثور والرؤوس السوداء والبيضاء ورغم أن للعوامل الوراثية والهرمونية دورا رئيسيا في ظهوره إلا أن تبني عادات يومية صحيحة يمثل خط دفاع فعال للوقاية منه أو التخفيف من حدته.
ويعتبر التعامل الصحيح مع البشرة ونظافتها حجر الزاوية في الوقاية حيث يوصى بغسل الوجه مرتين يوميا باستخدام غسول لطيف يخلو من المكونات الكيميائية القاسية للحفاظ على توازن البشرة الطبيعي ومن المهم تجنب الإفراط في الغسل لأن ذلك قد يسبب تهيجا للبشرة ويحفزها على إنتاج المزيد من الدهون كما ينصح باستخدام ماء فاتر بدلا من الماء الساخن الذي قد يضعف الحاجز الواقي للجلد.
ويأتي الترطيب كخطوة ضرورية حتى لأصحاب البشرة الدهنية فالجفاف يدفع الغدد الدهنية إلى زيادة إفراز الزيوت لتعويض النقص لذا يجب اختيار كريم مرطب خفيف غير زيتي ومصمم خصيصا كي لا يسد المسام كما أن الحماية من أشعة الشمس لا تقل أهمية فالتعرض للشمس قد يزيد من التهاب الحبوب ويؤدي لظهور تصبغات وبقع داكنة لذا فإن استخدام واق شمسي مناسب للبشرة الدهنية وتجديده بانتظام أمر لا غنى عنه.
تلعب العادات الشخصية دورا كبيرا في صحة البشرة لذلك يجب تجنب لمس الوجه بشكل متكرر فاليدان تحملان الكثير من البكتيريا والأوساخ التي تنتقل بسهولة إلى البشرة مسببة العدوى ومن الضروري مقاومة عادة الضغط على الحبوب أو محاولة تفريغها لأن هذا السلوك يؤدي إلى انتشار الالتهاب وقد يترك ندبات دائمة يصعب التخلص منها.
النظام الغذائي يؤثر بشكل مباشر على نضارة البشرة ويجب تقليل استهلاك الأطعمة الغنية بالدهون المشبعة والسكريات مثل الوجبات السريعة والحلويات والمشروبات الغازية وفي المقابل ينصح بالإكثار من تناول الخضروات والفواكه الطازجة التي تزود الجسم بالفيتامينات والمعادن ومضادات الأكسدة الضرورية لصحة الجلد ولا يجب إغفال شرب كميات وافرة من الماء يوميا بمعدل ستة إلى ثمانية أكواب للحفاظ على ترطيب الجسم والمساعدة في طرد السموم.
العناية بالشعر تؤثر أيضا على بشرة الوجه فإذا كان الشعر دهنيا يجب غسله بانتظام لمنع انتقال الزيوت منه إلى الوجه وسد المسام ومن الأفضل إبعاد الشعر عن الوجه قدر الإمكان خصوصا خلال النوم مع الحرص على استخدام منتجات شعر خالية من الزيوت الثقيلة والمواد التي قد تهيج البشرة.
الحالة النفسية والجسدية العامة لها انعكاس واضح على الجلد فالشعور بالتوتر والضغط النفسي يزيد من إفراز هرمونات تحفز إنتاج الدهون في البشرة مما يزيد من احتمالية ظهور حب الشباب ويمكن لممارسة تمارين الاسترخاء مثل اليوجا والتأمل أو حتى المشي اليومي أن تساهم في تقليل التوتر والحفاظ على بشرة صحية.
يعتبر الحصول على قسط كاف من النوم لا يقل عن سبع إلى ثماني ساعات ليليا عاملا مهما حيث يساعد النوم على تجديد خلايا البشرة وإصلاح الأضرار التي لحقت بها خلال اليوم كما أن قلة النوم تزيد من مستويات الإجهاد مما قد يفاقم مشكلة حب الشباب.
عند استخدام مستحضرات التجميل يجب اختيار أنواع خفيفة ومصممة بحيث لا تسد المسام مع التأكيد على ضرورة إزالة المكياج بالكامل قبل النوم لتجنب تراكمه في المسام ومن المهم أيضا تنظيف أدوات المكياج كالفرش والإسفنجات بانتظام لمنع نمو البكتيريا عليها ونقلها إلى الوجه.
في الحالات التي يظهر فيها حب الشباب بشكل متكرر وشديد أو عندما يبدأ بترك آثار وندبات يصبح من الضروري استشارة طبيب الجلدية حيث يمكن للطبيب تشخيص الحالة بدقة ووصف العلاج المناسب الذي قد يشمل كريمات موضعية أو مضادات للبكتيريا أو علاجات هرمونية حسب ما تقتضيه الحالة.