
تعتبر البطاطا الحلوة كنزا غذائيا يوصي به خبراء التغذية نظرا لفوائدها الصحية الواسعة وقيمتها الغذائية العالية التي تجعلها خيارا مثاليا لجميع الأعمار. هذا النوع من الخضروات الجذرية لا يقتصر على مذاقه اللذيذ بل يمتد ليشمل دعما قويا لجهاز المناعة وصحة القلب والجهاز الهضمي.
تستمد البطاطا الحلوة قوتها من تركيبتها الغنية بالعناصر الغذائية فهي مصدر ممتاز للكربوهيدرات المعقدة التي تمد الجسم بالطاقة بشكل مستمر. كما تحتوي على نسبة عالية من فيتامين A على هيئة بيتا كاروتين وهو عنصر ضروري لصحة العين والمناعة وفيتامين C الذي يعزز إنتاج الكولاجين ويقوي دفاعات الجسم بالإضافة إلى فيتامين B6 المهم لصحة الدماغ والأعصاب.
تلعب البطاطا دورا محوريا في تعزيز صحة الجهاز الهضمي بفضل محتواها الغني بالألياف الغذائية التي تسهل حركة الأمعاء وتمنع الإمساك. كما تحتوي على نوع من النشا المقاوم يعمل كغذاء للبكتيريا النافعة في الأمعاء مما يساهم في الحفاظ على توازن ميكروبيوم الأمعاء وصحة القولون.
تعد البطاطا الحلوة صديقة للقلب والأوعية الدموية لاحتوائها على البوتاسيوم الذي يساعد في تنظيم ضغط الدم عبر موازنة التأثيرات الضارة للصوديوم. هذا الأمر يقلل من خطر الإصابة بارتفاع ضغط الدم والأمراض القلبية. فضلا عن ذلك فإن مضادات الأكسدة القوية مثل فيتامين C وفيتامين A تحمي الجسم من الالتهابات وتعزز قوة الجهاز المناعي.
يساهم تناول البطاطا الحلوة في الحفاظ على صحة العيون والوقاية من أمراض الشبكية المرتبطة بالتقدم في العمر مثل جفاف العين وضعف الرؤية الليلية وذلك بفضل مركب البيتا كاروتين الذي يتحول داخل الجسم إلى فيتامين A. وعلى صعيد آخر تدعم البطاطا صحة البشرة وتحميها من أضرار أشعة الشمس وتساعد في الحفاظ على شبابها ومرونتها.
بفضل المؤشر الجلايسيمي المنخفض للبطاطا الحلوة فإنها ترفع مستويات السكر في الدم بشكل تدريجي مما يجعلها خيارا مناسبا لمرضى السكري عند تناولها باعتدال. كما أنها تمنح شعورا بالشبع لفترات طويلة بفضل الألياف ما يساعد في التحكم بالوزن عند تحضيرها بطرق صحية كالسلق أو الشوي.
تقدم البطاطا الحلوة فوائد خاصة لفئات معينة فهي طعام سهل الهضم ومثالي للأطفال يدعم نمو العظام والأسنان. أما بالنسبة للحوامل فهي مصدر جيد لحمض الفوليك الضروري لتكوين الجهاز العصبي للجنين وحمايته من التشوهات الخلقية. كما تدعم صحة الدماغ وتحسن المزاج والذاكرة بفضل مضادات الأكسدة وفيتامين B6.
لتحقيق أقصى استفادة من البطاطا ينصح بتناولها بقشرتها بعد غسلها جيدا لأن القشرة تحتوي على تركيز عال من الألياف والعناصر الغذائية. ويفضل تجنب قليها في الزيت لمنع زيادة سعراتها الحرارية بشكل كبير مع ضرورة الاعتدال في تناولها خصوصا لمرضى السكري.