
هزة كبيرة أحدثتها واقعة فتاة حلوان إسراء التي لم تتجاوز السادسة والعشرين من عمرها حيث تحولت استعداداتها ليوم زفافها إلى مأتم مفجع. هذه المأساة سلطت الضوء مجددا على المخاطر الكامنة وراء بعض الإجراءات التجميلية التي تتم بعيدا عن الإشراف الطبي المتخصص.
بدأت القصة عندما توجهت إسراء إلى أحد المراكز التجميلية لإجراء حقن تجميلي استعدادا لزفافها ولكن خطأ في عملية الحقن أدخلها في غيبوبة انتهت بوفاتها. هذه الحادثة تأتي في ظل إقبال متزايد من الفتيات على جلسات التجميل مدفوعات بالترويج الكبير لها مما يستدعي رفع مستوى الوعي بالمخاطر المحتملة.
يكمن الخطر الأكبر في لجوء البعض لأشخاص غير مؤهلين أو مدربين لإجراء حقن تجميلية حساسة مثل الفيلر والبوتوكس والدهون. إن تنفيذ هذه الإجراءات بواسطة غير المختصين يفتح بابا واسعا أمام مضاعفات وآثار جانبية ضارة قد تصل إلى ما هو أبعد من الجلطات والوفاة.
تعتمد حقن تعديل الأعصاب مثل البوتوكس على مادة توكسين البوتولينوم التي تمنع إشارات الأعصاب للعضلات مما يسبب شللا مؤقتا في المنطقة المستهدفة ويقلل التجاعيد. لكن سوء استخدامها قد يؤدي لنتائج كارثية مثل تدلي الجفون والشفاه وهو أثر جانبي شائع نسبيا وينخفض معدل حدوثه بشكل كبير إذا قام طبيب ماهر بالإجراء. كما أن الحقن الخاطئ قد يؤثر على مجموعات عضلية مسؤولة عن البلع والكلام مسببا صعوبات في النطق وجفافا بالفم. وفي حالات أخرى قد يمتد التأثير ليسبب ضعفا في عضلات الرقبة يجعل المريض غير قادر على رفع رأسه بسهولة أو يؤدي إلى عدم تماثل في ملامح الوجه يشوه المظهر الجمالي.
لا تقتصر المخاطر على البوتوكس وحده فحقن الحشوات الجلدية أو الفيلر يحمل قائمة خاصة به من المضاعفات المحتملة. قد تحدث تفاعلات حساسية خطيرة إذا لم يتم إجراء الاختبارات اللازمة قبل الحقن وقد تصل إلى تورمات تحت الجلد أو حتى صدمة تحسسية مفرطة. كما أن البيئة غير المعقمة التي يعمل بها غير المختصين تزيد من خطر العدوى البكتيرية أو الفطرية التي قد تسبب تلفا دائما للأنسجة. وقد تظهر أيضا كتل وعقيدات بارزة تحت الجلد نتيجة استخدام مواد غير مناسبة أو حقن كمية مفرطة في منطقة واحدة. ومن المضاعفات أيضا حدوث الوذمة أو التورم في المناطق المعالجة مثل تورم الخد بشكل غير مرغوب فيه نتيجة الحقن الخاطئ لحمض الهيالورونيك بالقرب من محجر العين.