
مع اقتراب ذكرى المولد النبوي الشريف تنتشر في الأسواق المصرية حلوى المولد التي تعد جزءا أصيلا من تقاليد الاحتفال ومظاهره المحببة للكبار والصغار ورغم مذاقها المميز وإقبال الكثيرين عليها إلا أن هذه الحلوى المصنوعة من السكر والنشا والمكسرات تمثل قنبلة من السعرات الحرارية والدهون مما يستدعي الحذر عند تناولها لتجنب أضرارها الصحية.
وتوضح الدكتورة مرام عيسى أخصائية التغذية العلاجية أن استهلاك ثلاث أو أربع قطع فقط من حلوى المولد قد يغطي نصف احتياجات الشخص البالغ من السعرات الحرارية لليوم بأكمله وهو ما يسلط الضوء على ضرورة التعامل مع هذه الحلوى بحرص شديد ويفضل حسابها ضمن السعرات الحرارية اليومية لتجنب الإفراط في تناولها.
وتتفاوت السعرات الحرارية بشكل كبير بين أنواع الحلوى المختلفة إذ تحتوي قطعة الملبن المتوسطة سواء كانت سادة أو بالمكسرات على ما يتراوح بين 180 و250 سعرا حراريا بينما ترتفع السعرات في الفولية والسمسمية والحمصية لتتراوح بين 200 و250 سعرا حراريا للقطعة التي تزن حوالي 50 جراما.
وترتفع السعرات بشكل ملحوظ في الأنواع التي تعتمد على المكسرات الغنية بالدهون مثل البندقية واللوزية حيث يمكن أن تصل سعرات القطعة الواحدة إلى 350 سعرا حراريا وتصل القيمة إلى ذروتها في حلوى الجوزية والنوجا التي قد تتجاوز 400 سعر حراري للقطعة الواحدة نظرا لاحتوائها على كميات كبيرة من السكر والمكسرات المحمصة والعسل أما قطعة اللديدة الصغيرة فقد تحتوي على ما يصل إلى 260 سعرا حراريا.
وللراغبين في الاستمتاع بحلوى المولد دون الإضرار بالصحة تنصح الدكتورة مرام بتناول كميات معتدلة جدا فالشخص السليم يمكنه الاكتفاء بقطعتين صغيرتين بحد أقصى على مدار اليوم مع تفضيل الأنواع الغنية بالمكسرات المفيدة كالفولية والسمسمية أما مرضى السكري فيجب عليهم توخي أقصى درجات الحذر والأفضل لهم تجنبها تماما أو استشارة الطبيب قبل تناول قطعة صغيرة جدا.
وبالنسبة لمن يتبعون أنظمة لإنقاص الوزن فيمكنهم تناول قطعة صغيرة مرة أو مرتين أسبوعيا فقط مع ضرورة خصم سعراتها من مجمل السعرات اليومية عبر تقليل كميات الخبز أو الأرز ولا ينبغي أن يتناول الأطفال أكثر من قطعة واحدة صغيرة لحماية أسنانهم وتجنب السكريات الزائدة.
ولتقليل التأثير السلبي لهذه الحلويات على الجسم يُنصح بتناولها بعد وجبة رئيسية متوازنة غنية بالألياف والبروتين لتفادي الارتفاع الحاد في مستوى سكر الدم كما يساعد شرب الماء أو الشاي الأخضر بعدها في تقليل امتصاص السكريات وينصح بممارسة نشاط بدني كالمشي لمدة نصف ساعة بعد تناولها وتجنب استهلاكها مساء قبل النوم مباشرة مع ضرورة حفظها بعيدا عن متناول الأطفال.