
تعد مشكلة انتفاخ البطن وتراكم الغازات من أبرز الاضطرابات الهضمية التي تؤرق الكثيرين وتسبب لهم شعورا بالإحراج والألم وعدم الارتياح في حياتهم اليومية. وتتعدد الأسباب وراء هذه الظاهرة الشائعة لكن الحلول الطبيعية تظل الخيار الأكثر أمانا وسرعة في التعامل مع الأعراض المزعجة.
أوضحت الدكتورة مها سيد وهي اخصائية تغذية علاجية أن اللجوء إلى الأعشاب يمثل حلا بسيطا وفعالا للتخفيف من حدة الانتفاخ وتهدئة الجهاز الهضمي. وأشارت إلى أن دمج هذه الأعشاب في روتين يومي مع الالتزام بنظام غذائي متوازن وممارسة عادات حياتية صحية يضمن التخلص من هذه المشكلة بشكل مستدام ويحسن من صحة الجهاز الهضمي ككل.
ويأتي النعناع في مقدمة الحلول العشبية بفضل احتوائه على مركب المنثول الذي يعمل على إرخاء عضلات الجهاز الهضمي والحد من التقلصات. ويمكن الاستفادة منه عبر شرب شاي النعناع الدافئ عقب الوجبات لتسهيل الهضم أو بمضغ أوراقه الطازجة للحصول على راحة فورية.
كما يشتهر الشمر بكونه علاجا تقليديا للانتفاخات فهو يتميز بخصائصه المضادة للالتهابات والتشنجات. تساعد بذوره على استرخاء العضلات الملساء في الأمعاء مما يسهل خروج الغازات ويمكن تحضيره بغلي ملعقة من بذوره في الماء أو مضغها مباشرة بعد الأكل.
وللزنجبيل دور حيوي في تحسين عملية الهضم من خلال تحفيزه لإفراز العصارات الهضمية وهو ما يقلل من فرص تكون الغازات. يمكن تناوله كمشروب دافئ محضر من شرائحه الطازجة أو إضافته كنوع من التوابل إلى الأطباق اليومية.
وتعتبر الكراوية علاجا مثاليا للمغص والغازات لدى الأطفال والبالغين على السواء حيث تحتوي على زيوت طيارة تساعد في طرد الغازات وتهدئة أعراض القولون العصبي ويمكن الاستفادة منها عبر شرب مغلي بذورها.
أما اليانسون فيعرف بخصائصه المهدئة التي تساهم في ارتخاء عضلات الجهاز الهضمي مما يقلل الشعور بالانتفاخ والتقلصات. ويساعد شرب شاي اليانسون بعد الطعام على تخفيف الشعور بالامتلاء كما أن رائحته تعمل على تقليل التوتر.
ويستخدم الكمون على نطاق واسع في الطهي وهو يلعب دورا كبيرا في التخلص من الغازات عبر تحفيز إنتاج الإنزيمات الهضمية. ويمكن شرب مغلي بذور الكمون بعد الوجبات أو إضافته للطعام بانتظام للاستفادة من خصائصه.
وتقدم القرفة حلا سريعا وفعالا للتخلص من الغازات فهي لا تقتصر على كونها بهارا عطريا بل تمتلك خصائص هضمية تحسن الدورة الدموية وحركة الأمعاء مما يقلل الانتفاخ بشكل ملحوظ عند تناولها كمشروب دافئ.
ويحتوي الكركم على مادة الكركمين الفعالة في تقليل الالتهابات ودعم صحة الكبد والجهاز الهضمي كما أنه يحفز إفراز العصارة الصفراوية مما يسهل عملية الهضم ويقلل تراكم الغازات.
ورغم شهرة الحلبة في زيادة الشهية فإنها أيضا تساهم في تحسين الهضم وتقليل الانتفاخ إذ يساعد مغلي بذورها على تهدئة الأمعاء والتخلص من الغازات المحتبسة.
أما القرنفل فيحتوي على زيوت أساسية تقلل من تكون الغازات وتحفز إفراز الإنزيمات الهاضمة ويمكن إضافته إلى الشاي أو مضغ حبة واحدة منه بعد تناول الطعام.
ولتعزيز فاعلية هذه الأعشاب ينصح بمضغ الطعام جيدا وشرب كميات كافية من الماء وتجنب الأطعمة الدسمة والمشروبات الغازية. كما أن ممارسة الرياضة الخفيفة كالمشي وتقليل التوتر النفسي لهما أثر مباشر وإيجابي على صحة الجهاز الهضمي.
من الضروري استشارة الطبيب إذا استمر الانتفاخ لفترة طويلة أو كان مصحوبا بأعراض أخرى مقلقة مثل الألم الشديد أو فقدان الوزن غير المبرر أو ظهور دم في البراز لأن هذه العلامات قد تشير إلى وجود مشكلة صحية أكثر خطورة تتطلب تشخيصا دقيقا.