كشف الدكتور سعد العريفي عضو هيئة تدريس في جامعة الملك سعود عن قصة مؤثرة لصديق له يمتلك ثروة ومكانة اجتماعية مرموقة لكنه كان يعيش في حزن دائم بسبب مرض ألم بطفله حيث شعر أن كل ما يملكه من أموال ومنازل وسيارات فاخرة قد فقد قيمته وأصبح حجابا يحول بينه وبين الإحساس بأي بهجة في الحياة.
أوضح العريفي أنه التقى بهذا الصديق الذي كان يملك من متاع الدنيا الكثير لكنه حجب عن نفسه كل الأمور الجميلة بسبب ابنه المريض وفي محاولة منه للتخفيف عنه قرر أن يروي له قصة أخرى أكثر إيلاما لصديق آخر له ليؤكد له فكرة أن رؤية مصائب الآخرين قد تهون على الإنسان مصيبته.
بدأت تفاصيل القصة الثانية المأساوية عندما رزق صديقه الآخر بطفل وعندما وصل الصبي إلى عامه العاشر بدأت تظهر عليه علامات مرض غامض بدأ بضعف تدريجي في الحركة ثم تطور إلى وهن شديد في أطرافه حتى فقد القدرة تماما على المشي وانتهى به الأمر إلى الوفاة بعد معاناة شديدة.
لكن الفاجعة لم تتوقف عند هذا الحد فالألم تجدد بصورة أقسى حيث كان لهذا الأب ثلاثة أبناء آخرين أكبر سنا أصابهم المرض نفسه وبنفس الأعراض المتدرجة ففارقوا الحياة واحدا تلو الآخر عند أعمار مختلفة بلغت اثني عشر عاما وخمسة عشر عاما ثم سبعة عشر عاما.
وبعد سلسلة الأحزان المتتالية لم يتبق في ذلك المنزل الذي كان يوما ما يضج بالحياة سوى الأب وزوجته وحدهما يعيشان على ذكرى أبنائهم الأربعة الذين رحلوا جميعا بنفس الطريقة المؤلمة تاركين وراءهم فراغا كبيرا.
