السيارات السوداء ليست مجرد لون.. دراسة تكشف كيف ترفع حرارة المدن 4 درجات

السيارات السوداء ليست مجرد لون.. دراسة تكشف كيف ترفع حرارة المدن 4 درجات
السيارات السوداء ليست مجرد لون.. دراسة تكشف كيف ترفع حرارة المدن 4 درجات

كشفت دراسة حديثة عن وجود علاقة مباشرة بين ألوان طلاء السيارات وتفاقم مشكلة ارتفاع الحرارة في المدن وهي الظاهرة المعروفة بالجزيرة الحرارية الحضرية إذ تبين أن المركبات المطلية بألوان داكنة وعلى رأسها اللون الأسود تساهم بشكل ملحوظ في رفع حرارة الهواء المحيط بها.

ويأتي هذا الكشف ضمن جهود أوروبية أوسع نطاقا لفهم ومواجهة موجات الحر القياسية الناتجة عن التغير المناخي حيث تظهر بيانات الرصد أن المناطق الحضرية قد تكون أكثر دفئا بما يصل إلى عشر درجات مئوية مقارنة بالمناطق الريفية المحيطة بها وهذا يعود إلى طبيعة البنية التحتية من أسفلت ومبان كثيفة تحتجز الحرارة.

وقد سلطت باحثة تدعى سارة بيرك من جامعة نورث كارولينا الضوء على أهمية هذه الدراسة واصفة التركيز على السيارات بأنه منهجية جديدة ومبتكرة ففي السابق كانت معظم الأبحاث تركز على الحلول المتعلقة بالبنية التحتية الثابتة مثل استخدام أسطح عاكسة للمباني أو أرصفة فاتحة اللون.

وأجرى باحثون من جامعة لشبونة تجربة عملية لفهم هذا التأثير حيث وضعوا سيارتين إحداهما سوداء والأخرى بيضاء تحت أشعة الشمس المباشرة في يوم صيفي بلغت حرارته 36 درجة مئوية وكانت النتائج واضحة حيث أدت السيارة السوداء إلى رفع درجة حرارة الهواء القريب منها بمقدار 3.8 درجة مئوية بينما كان تأثير السيارة البيضاء على محيطها ضئيلا جدا.

ويكمن التفسير العلمي لهذه الظاهرة في قدرة الألوان المختلفة على عكس أشعة الشمس فالطلاء الأبيض يعكس نسبة تتراوح بين 75 و 85 بالمئة من الضوء الساقط عليه في حين لا تتجاوز قدرة الطلاء الأسود على العكس 10 بالمئة ويمتص النسبة المتبقية من الطاقة الشمسية ويحولها إلى حرارة تنطلق بسرعة في الهواء بسبب الهيكل المعدني الرقيق للسيارة.

وأوضحت الباحثة مارشيا ماتشاس أن آلاف السيارات المتوقفة في شوارع المدن يمكن أن تتحول فعليا إلى مصادر حرارية صغيرة أو ما يشبه الدروع الحرارية وأن لونها يؤثر بشكل مباشر على مدى شعور الأفراد بارتفاع حرارة الشوارع التي يسيرون فيها.

ويقترح الباحثون بناء على هذه النتائج أن إعادة طلاء المركبات الداكنة بألوان فاتحة قد يمثل حلا سريعا وأقل تكلفة لزيادة انعكاس الضوء على مستوى الشارع وبالتالي خفض درجات الحرارة القريبة من سطح الأرض وهو ما يكمل المبادرات القائمة مثل تحويل المساحات الخرسانية إلى مناطق خضراء أو توفير ملاجئ مناخية عامة للمواطنين.

وأضافت الباحثة سارة بيرك أن تطبيق هذا المفهوم على أساطيل المركبات الكبيرة مثل سيارات الأجرة أو مركبات التوصيل والسيارات الحكومية يمكن أن يحقق فاعلية أكبر وتأثيرا أوسع نظرا لعددها الكبير وانتشارها الواسع في المراكز الحضرية.