
كشف متخصصون عن وجود ارتباط وثيق بين حالات التوتر النفسي المستمر وزيادة الوزن غير المبررة لدى الكثيرين حيث يتسبب الإجهاد المزمن في إحداث سلسلة من التغيرات الفسيولوجية داخل الجسم التي تدفع مباشرة نحو تراكم الدهون مما يخلق حلقة مفرغة يصعب كسرها.
عندما يتعرض الجسم لموقف ضاغط تبدأ الغدد الكظرية في إفراز هرموني الأدرينالين والكورتيزول استجابة لذلك ويقوم الجسم بإطلاق كميات من الجلوكوز الذي يعد وقود الجسم الأساسي في مجرى الدم وهذا الإجراء يهدف إلى منح الشخص الطاقة اللازمة لمواجهة الموقف الطارئ.
وبمجرد أن يزول الشعور بالخطر أو التوتر يختفي تأثير الأدرينالين بسرعة مما يؤدي إلى انخفاض مستوى السكر في الدم وهنا يأتي دور هرمون الكورتيزول الذي يرتفع ليبدأ مهمته في تجديد مخزون الطاقة الذي استهلكه الجسم وهذه العملية غالبًا ما تحفز الرغبة الشديدة في تناول الأطعمة الغنية بالطاقة.
إن الشعور المستمر بالتوتر يؤثر سلبا على العادات اليومية الصحية فغالبا ما تتلاشى أنماط الحياة الإيجابية مثل تناول الطعام الصحي أو الالتزام بجدول منتظم لممارسة الرياضة فالشخص المجهد يجد صعوبة في مقاومة الرغبة في الأطعمة السريعة ويهمل النشاط البدني.
ولمواجهة زيادة الوزن المرتبطة بالتوتر ينصح الخبراء بضرورة الحفاظ على روتين يومي منتظم وثابت إذ يساعد وجود جدول زمني واضح على ترسيخ العادات السليمة وتثبيتها في نمط الحياة اليومي مما يجعل مقاومة التأثيرات السلبية للإجهاد النفسي أكثر سهولة وفعالية.