
شهدت أسواق الصاغة في مصر قفزة تاريخية في أسعار الذهب اليوم الأربعاء حيث بلغ سعر جرام الذهب من عيار 21 وهو الأكثر تداولا في البلاد مستوى 4800 جنيه. ويأتي هذا الارتفاع الكبير ضمن موجة صعود قياسية أثرت على جميع الأعيرة الذهبية في السوق المحلي بالتزامن مع التحركات العالمية.
وامتدت الارتفاعات لتشمل عيار 24 الذي سجل 5485.75 جنيه للجرام بينما وصل سعر جرام عيار 18 إلى 4114.25 جنيه. كما بلغ سعر عيار 14 نحو 3200 جنيه للجرام ووصل سعر الجنيه الذهب إلى 38400 جنيه. وتعكس هذه الزيادات المحلية ما يشهده السوق العالمي من صعود متواصل للمعدن النفيس.
وعلى الصعيد العالمي حققت أونصة الذهب مستوى قياسيا جديدا لم تبلغه من قبل مسجلة 3547 دولارا. وقد ارتفع سعر الأونصة اليوم بنسبة 0.1% متداولة حاليا عند 3537 دولارا بعد أن بدأت تعاملات اليوم عند 3532 دولارا. ويذكر أن المعدن الأصفر كان قد ارتفع أمس بنسبة 1.6% محققا بذلك ارتفاعا إجماليا منذ بداية عام 2025 بلغت نسبته 34.8%.
ويعزو الخبراء هذا الإقبال الكبير على الذهب باعتباره ملاذا آمنا إلى تزايد ثقة المستثمرين وتوقعاتهم بأن يتجه البنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي نحو خفض أسعار الفائدة في اجتماعه المقرر خلال شهر سبتمبر الجاري. وتشير العقود الآجلة لأسعار الفائدة الأمريكية إلى وجود احتمال قوي بنسبة تصل إلى 92% لتخفيض الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس.
وتتغذى حالة عدم اليقين في الأسواق أيضا من عوامل أخرى أبرزها التوترات التجارية المحتملة. فقد أعلنت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أنها ستلجأ إلى المحكمة العليا للبت بشكل عاجل في قضية الرسوم الجمركية التي كانت محكمة استئناف قد قضت بعدم قانونيتها الأسبوع الماضي وهو ما قد يغير المشهد الاقتصادي الكلي إذا لم تأت القرارات متوافقة مع رغبة الرئيس الأمريكي.
ويضاف إلى ذلك الضغوط المستمرة التي يمارسها الرئيس الأمريكي ترامب على البنك الاحتياطي الفيدرالي لدفعه إلى تخفيض الفائدة. وقد وصلت هذه الضغوط إلى حد مناقشة إقالة رئيس البنك جيروم باول علنا ومحاولة إقالة ليزا كوك عضوة البنك مما يثير تساؤلات جدية حول قدرة الاحتياطي الفيدرالي على العمل باستقلالية بعيدا عن أي تدخل سياسي.