
عادت عادة قديمة متجذرة في الطب الشرقي للظهور بقوة في عالم العناية بالصحة خاصة في أعقاب الجائحة الصحية العالمية حيث زاد وعي الناس بأهمية النظافة الشخصية وتفاصيلها الدقيقة وتعرف هذه الممارسة باسم كشط اللسان وقد أصبحت جزءا من الروتين اليومي للكثيرين حول العالم.
يوضح الخبراء أن هذه الممارسة لها فوائد عديدة تتجاوز مجرد الحصول على نفس منعش حيث تساهم بشكل مباشر في تحسين حاسة التذوق وتعزيز صحة اللثة والمساعدة في الحفاظ على بياض الأسنان عن طريق إزالة التراكمات التي قد تسبب التصبغات ووفقا للمختصة أماندا لويس فإن التخلص من البكتيريا هو الفائدة الأبرز لهذه العادة الصحية.
تاريخيا تعود هذه الممارسة إلى طب الأيورفيدا الهندي القديم حيث كانت تعرف باسم جيهوا براكشالانا كما أن المجتمعات الأوروبية الثرية استخدمت أدوات مماثلة لكشط اللسان في الفترة الممتدة بين القرنين الخامس عشر والتاسع عشر والتي لا تختلف تصميماتها كثيرا عن الأدوات الحديثة المتوفرة اليوم.
أما عن سبب فعاليتها فيوضح الاختصاصي كامي هوس أن فرشاة الأسنان العادية غير مصممة للوصول إلى كل الثنايا الدقيقة على سطح اللسان بفاعلية مما يجعل أداة الكشط المخصصة هي الخيار الأمثل لضمان نظافة اللسان بشكل كامل والحفاظ على نفس منعش لفترة أطول.
لقد لعب مؤثرون في مجال طب الأسنان دورا كبيرا في انتشار هذه الممارسة مؤخرا إلى جانب أن ارتداء الكمامات خلال فترة جائحة كوفيد-19 جعل الناس أكثر وعيا برائحة أنفاسهم مما دفعهم للبحث عن حلول فعالة كما تشير الاختصاصية نيكول بارمر.
ولكن هناك بعض المحاذير التي يجب الانتباه إليها فالخبراء لا ينصحون بهذه الممارسة للأطفال الصغار نظرا لصعوبة استخدام الأداة بشكل صحيح واحتمالية حدوث إصابات كما يحذر هوس من استخدام النماذج ذات الحواف الحادة أو الفرش الخشنة التي قد تسبب ضررا لسطح اللسان الحساس.
توضح الاختصاصية إيرين إيساك أن سطح اللسان ليس أملس تماما بل يحتوي على طيات دقيقة جدا تعمل كمصائد لبقايا الطعام والبكتيريا والفطريات وهذه التراكمات هي التي تؤدي إلى ظهور رائحة فم كريهة وقد تتسبب في حدوث التهابات فموية إذا تم إهمالها.
للحصول على أفضل النتائج يوصي الخبراء بترتيب معين لروتين العناية بالفم يبدأ بالمضمضة ثم استخدام خيط الأسنان يليه كشط اللسان وأخيرا تنظيف الأسنان بالفرشاة والمعجون المناسب هذا الترتيب يضمن التخلص من أكبر قدر من البكتيريا وبقايا الطعام.
تكون أداة كشط اللسان غالبا مصنوعة من المعدن أو البلاستيك وتأتي على شكل حرف U أو تشبه أحيانا فرشاة أسنان لكن برأس يحتوي على حلقة واستخدامها بسيط للغاية حيث يتم تمريرها برفق على سطح اللسان لإزالة الطبقة البيضاء أو الصفراء المتراكمة.
فيما يخص تقنية الاستخدام الصحيحة تقترح بارمر البدء بحركة خفيفة وتكرارها مرتين أو ثلاث مرات في كل مرة مع إمكانية زيادة الضغط تدريجيا بعد الاعتياد على العملية ومن الضروري جدا تنظيف الأداة جيدا بالماء بعد كل استخدام لضمان عدم إعادة البكتيريا إلى الفم.
يجمع الخبراء على أن كشط اللسان ليس مجرد موضة عابرة بل هي ممارسة صحية قديمة أثبتت فعاليتها على مر العصور وتستحق أن تكون جزءا أساسيا من روتين العناية اليومية بصحة الفم والأسنان لدى الجميع.