شهدت أسواق الصاغة في مصر تحركا ملحوظا في الأسعار حيث سجلت أسعار الذهب قفزة جديدة بواقع 25 جنيها للجرام الواحد وتأتي هذه الزيادة في السوق المحلية انعكاسا مباشر للارتفاع الذي شهده سعر الأونصة على المستوى العالمي والتي وصلت إلى مستوى 3553 دولارا.
وبناء على هذه التطورات وصلت أسعار الأعيرة المختلفة إلى مستويات جديدة فسجل سعر جرام الذهب من عيار 21 وهو الأكثر تداولا وانتشارا في الأسواق المصرية مبلغ 4825 جنيها بينما بلغ سعر الجرام من عيار 24 الأعلى نقاء قيمة 5514 جنيها وفي السياق ذاته وصل سعر جرام عيار 18 إلى 4136 جنيها أما عيار 14 فقد سجل 3217 جنيها للجرام ووصل سعر الجنيه الذهب إلى 38600 جنيه.
وتأتي هذه التحركات مدعومة بتزايد توقعات المستثمرين حول العالم بشأن سياسة البنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي فقد عززت الأسواق المالية رهاناتها على أن البنك سيقوم بخفض أسعار الفائدة خلال اجتماعه المقبل في سبتمبر وهو ما تظهره احتمالية تبلغ نسبتها الآن حوالي 90% لتخفيض الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس وقد ارتفعت هذه النسبة من 75% قبل صدور بيانات التضخم الأمريكية الأخيرة.
وكان لبيانات مؤشر أسعار نفقات الاستهلاك الشخصي في الولايات المتحدة دور رئيسي في تشكيل هذه التوقعات حيث جاءت القراءة متوافقة مع التقديرات وهو ما اعتبره المستثمرون مؤشرا إيجابيا لأن هذا المؤشر هو المقياس المفضل لدى الفيدرالي لتقييم التضخم كما ساهمت تصريحات ماري دالي رئيسة البنك الاحتياطي الفيدرالي في سان فرانسيسكو في تعزيز هذا الاتجاه بعدما كررت دعمها لخفض الفائدة مشيرة إلى المخاطر المحيطة بسوق العمل.
وفي سياق متصل أوضح الخبير والمحلل في أسواق الذهب طاهر مرسي أن المعدن الأصفر تمكن من التربع على عرش الأصول العالمية من حيث القيمة السوقية التي قفزت لتقترب حاليا من 24 تريليون دولار وأشار إلى أن هذه القيمة الهائلة تكاد تعادل مجموع القيم السوقية لأكبر عشر شركات وأصول مالية تليها في الترتيب العالمي مما يبرز مكانته الاستثنائية وحجمه الحقيقي في الاقتصاد العالمي.
ولفت مرسي إلى فارق جوهري يميز الذهب عن غيره من الأصول المالية كالأسهم فالقيمة السوقية للذهب تمثل قيمة المعدن المادي الموجود فعليا لدى حائزيه على عكس الأصول الأخرى التي قد تمثل أرقاما اسمية أكثر من كونها قيمة حقيقية قابلة للتسييل الفوري وضرب مثلا بشركة إنفيديا التي تتجاوز قيمتها 4 تريليونات دولار موضحا أن محاولة بيع جزء كبير من أسهمها قد تؤدي لانهيار سعرها فورا.
وأكد أن الذهب أصل مادي يمتلك قيمة ذاتية حقيقية وهو ما يجعله مختلفا تماما عن الأسهم التي تشهد تقلبات حادة فقد شهدت إنفيديا خسارة أكثر من 20% من قيمتها في جلسة واحدة عقب فوز الرئيس ترامب لتمحو تريليونات الدولارات في دقائق وهو أمر لم يحدث أبدا للذهب الذي لم يسجل هبوطا بنسبة 20% أو حتى 5% في يوم واحد على الإطلاق.
وأضاف الخبير أن القيمة السوقية المعلنة للذهب قد تكون أقل من قيمته الفعلية بنسبة لا تقل عن 5% لأن الحسابات الرسمية تعتمد على الأسعار الفورية في البورصات الدولية بينما قد تزيد الأسعار خارج هذه البورصات خاصة في الولايات المتحدة بأكثر من 200 دولار للأونصة الواحدة كما أن التقديرات الرسمية تشمل فقط الذهب المسجل والموثق عالميا وتتجاهل كميات ضخمة من الاحتياطيات والأرصدة غير المدرجة ضمن الحسابات مما يجعل القيمة الحقيقية للذهب أضعاف الرقم المعلن.
وعلى صعيد آخر زاد الطلب على الذهب بوصفه ملاذا آمنا بعد صدور حكم من محكمة استئناف أمريكية الأسبوع الماضي قضى بعدم قانونية العديد من الرسوم الجمركية التي فرضت في عهد ترامب على واردات صينية تقدر بمئات المليارات من الدولارات مما أثار حالة من عدم اليقين حول مستقبل هذه التعريفات ورغم هذا الحكم أكد الممثل التجاري الأمريكي جاميسون جرير أن إدارة بلاده تواصل محادثاتها مع الشركاء التجاريين.
