
تعتبر العناية بالشعر الدهني تحديا للكثيرين حيث يتسم بإنتاج فروة الرأس كميات زائدة من الزيوت الطبيعية مما يفقده حيويته ويجعله يبدو متسخا بعد فترة وجيزة من غسله. ورغم أهمية هذه الزيوت لترطيب الشعر وحمايته فإن زيادتها عن الحد الطبيعي تؤدي لمشكلات مزعجة أبرزها ظهور القشرة وضعف البصيلات واحتمالية تساقط الشعر.
ينصح خبراء التجميل بضرورة تعديل النظام الغذائي لدعم صحة الشعر من الداخل إذ إن الإكثار من تناول الأطعمة المقلية والدهنية يمكن أن ينعكس سلبا على فروة الرأس ويزيد من إفراز الدهون. وفي المقابل يساعد تناول الخضروات والفواكه الطازجة الغنية بالفيتامينات والمعادن على تحقيق التوازن المطلوب كما أن شرب كميات وافرة من الماء ضروري للحفاظ على ترطيب الجسم بشكل عام وتنظيم إنتاج الزيوت.
إن الطريقة الصحيحة لغسل الشعر تلعب دورا محوريا في التحكم في دهنيته فمن الضروري استخدام ماء فاتر أو بارد لأن الماء الساخن يحفز الغدد الدهنية على إنتاج المزيد من الزيوت. ويوصى بغسل الشعر بمعدل ثلاث إلى أربع مرات أسبوعيا حيث إن الغسل اليومي المفرط قد يأتي بنتيجة عكسية ويجعل فروة الرأس تفرز دهونا أكثر لتعويض الجفاف.
يجب اختيار أنواع الشامبو المخصصة للشعر الدهني والتي تحتوي تركيبتها على مكونات قادرة على تنظيف الفروة بعمق مع تجنب المنتجات ذات القوام الكريمي أو الغنية بالزيوت التي تزيد من تفاقم المشكلة. وأثناء الغسل ينبغي تدليك فروة الرأس بأطراف الأصابع بلطف لتنشيط الدورة الدموية دون تهييج الغدد. ومن المهم جدا شطف الشعر جيدا للتأكد من إزالة كل بقايا الشامبو والبلسم التي قد تثقله وتجعله يبدو دهنيا.
فيما يخص استخدام البلسم يجب تطبيقه بحذر شديد بحيث يوضع على أطراف الشعر فقط بعيدا عن الجذور وفروة الرأس. ويفضل اختيار أنواع خفيفة خالية من الزيوت الثقيلة والاكتفاء باستخدامه مرة أو مرتين في الأسبوع وفقا لحاجة الشعر الفعلية للترطيب.
هناك عادات يومية تؤثر بشكل مباشر على مظهر الشعر الدهني منها تجنب الإفراط في تمشيطه لأن هذه العملية تساهم في توزيع الزيوت من الفروة إلى باقي خصلات الشعر. ويُنصح باستعمال مشط خشبي أو فرشاة بشعيرات طبيعية بدلا من الأدوات البلاستيكية. كما أن لمس الشعر باليدين باستمرار ينقل إليه الأوساخ والزيوت ويزيد من مظهره الدهني.
لتجنب تحفيز إفراز الدهون يجب اختيار تسريحات مريحة وغير مشدودة بقوة. إضافة إلى ذلك من الضروري الحفاظ على نظافة الأدوات والأغطية التي تلامس الشعر مثل أغطية الوسائد والقبعات وغسلها بانتظام لمنع تراكم البكتيريا والزيوت عليها. وعند التعرض لأشعة الشمس يفضل ارتداء قبعة قطنية لحماية الفروة من الحرارة الزائدة.
يمكن اللجوء إلى بعض الحلول السريعة والطبيعية للتحكم في دهنية الشعر حيث يعد الشامبو الجاف خيارا مثاليا لامتصاص الزيوت الزائدة بين مرات الغسل. كما أن الوصفات الطبيعية مثل استخدام خل التفاح المخفف أو جل الصبار أو عصير الليمون أو منقوع الشاي الأخضر تساعد على تنظيم إفرازات الفروة.
لمعالجة مشكلة القشرة المصاحبة للشعر الدهني يمكن استخدام شامبو طبي يحتوي على مكونات مضادة للفطريات مثل الكيتوكونازول أو بيريثيون الزنك. وعلى الصعيد الطبيعي يعتبر زيت شجرة الشاي المخفف علاجا فعالا بفضل خصائصه المضادة للفطريات. ومن المهم أيضا الحرص على غسل الشعر بعد ممارسة الرياضة أو التعرق الشديد لتجنب تراكم الأوساخ مع الزيوت.
ينبغي تقليل استخدام منتجات التثبيت مثل الجل والشمع لأنها تساهم في زيادة دهنية الشعر وتراكم المواد عليه. وأخيرا يساعد قص أطراف الشعر بشكل دوري على التخلص من التقصف والحفاظ على مظهر صحي وحيوي للشعر.