يُظهر زيت بذر الكتان قدرة علاجية استثنائية وغير متوقعة في التعامل مع اضطرابات الجهاز الهضمي حيث يبرز كحل طبيعي لمشكلتين متعاكستين تماما هما الإمساك والإسهال وهو ما يجعله محط اهتمام الباحثين والمختصين في مجال الصحة العامة نظرا لهذا التأثير المزدوج الفريد الذي يقدمه.
وعلى الرغم من أن الأمر قد يبدو غريبا فإن هذا الزيت الطبيعي يمتلك خصائص تساعد على تنظيم حركة الأمعاء في كلا الاتجاهين ففي حالات الإسهال أظهرت دراسة علمية أجريت على الحيوانات عام ٢٠١٥ ونشرت في إحدى المجلات العلمية المتخصصة أن زيت بذر الكتان يساهم في إيقاف الإسهال بفاعلية مما يؤكد فوائده الواسعة لصحة الجهاز الهضمي وقدرته على إعادة التوازن إليه.
وعلى الجانب الآخر يُستخدم زيت بذر الكتان تقليديا كملين طبيعي لتخفيف الإمساك الذي يمثل حركة بطيئة لفضلات الطعام داخل الجهاز الهضمي وتترافق هذه الحالة عادة مع أعراض مزعجة للمريض تشمل الشعور بالانتفاخ وتكون الغازات بالإضافة إلى آلام الظهر والإحساس العام بالتعب والإرهاق.
وفي هذا السياق دعمت دراسة أجريت عام ٢٠١٥ هذه الاستخدامات الشعبية حيث تم إعطاء زيت بذر الكتان وزيت الزيتون والزيت المعدني لخمسين مريضا مصابا بالإمساك ويخضعون لغسيل الكلى لمدة أربعة أسابيع متواصلة وأثبتت نتائج الدراسة أن تأثير زيت بذر الكتان اليومي يوازي فعالية الزيت المعدني المستخدم طبيا في علاج الإمساك بل وكان بنفس كفاءة زيت الزيتون أيضا في تحقيق النتائج المرجوة.
ورغم هذه النتائج المبشرة يشدد الخبراء على ضرورة إجراء المزيد من الأبحاث والدراسات الموسعة لتأكيد هذه الفوائد بشكل قاطع فالدراسات المتاحة حتى الآن تقتصر في معظمها على تجارب أجريت على الحيوانات أو على فئات محددة من المرضى الذين يعانون من ظروف صحية خاصة.
