تعتبر حلوى الفولية من الموروثات الغذائية الشهيرة التي ترتبط بالاحتفالات الدينية وخاصة المولد النبوي الشريف ويجهل الكثيرون أن هذا الصنف من الحلوى المصنوع بشكل رئيسي من الفول السوداني يحمل قيمة غذائية عالية وفوائد صحية متعددة عند تناوله باعتدال ودون إفراط.
يحتوي الفول السوداني على مركبات البوليفينول التي أظهرت دراسات قدرتها على تحسين الوظائف الإدراكية للدماغ وتعزيز الذاكرة بشكل ملحوظ كما تساهم هذه المركبات في إدارة التوتر وتقليل مستويات القلق والاكتئاب مما ينعكس إيجابا على الصحة النفسية والعقلية للفرد بالإضافة إلى ذلك فإن الفيتامينات والمعادن الهامة مثل فيتامين هـ ومضاد الأكسدة الطبيعي ريسفيراترول تلعب دورا حيويا في الحفاظ على صحة خلايا الدماغ وسلامتها.
إلى جانب فوائده العقلية يبرز دور الفول السوداني في دعم صحة القلب والأوعية الدموية فقد أثبتت الأبحاث أن تناوله بانتظام يساعد على خفض مستويات الدهون الثلاثية والكوليسترول الكلي في الدم ويرجع الفضل في ذلك إلى محتواه من الدهون غير المشبعة وحمض الأوليك والمغنيسيوم وحمض الفوليك وجميعها عناصر تعمل معا لتقليل خطر الإصابة بأمراض القلب.
تتجاوز منافع الفولية مجرد صحة القلب والدماغ لتشمل ضبط مستويات السكر في الدم حيث إن محتواه من الدهون الصحية يمنع مقاومة الأنسولين ويساهم في تنظيم السكر بشكل أفضل كما أن حمض الفوليك الموجود فيه يمتلك خصائص مضادة للالتهابات تساعد الجسم على مكافحة الالتهابات التي قد تكون مؤشرا مبكرا لأمراض مزمنة.
يساهم الفول السوداني في إدارة الوزن بفعالية حيث إن محتواه الغني بالبروتين والألياف الغذائية يعزز الشعور بالامتلاء والشبع لفترات طويلة مما يقلل من الرغبة في تناول كميات إضافية من الطعام ويساعد على التحكم في السعرات الحرارية المستهلكة كما أن استهلاكه باعتدال قد يساهم في الحفاظ على صحة المرارة وتقليل احتمالية تكون الحصوات.
لا تقتصر الفوائد على الصحة الداخلية فقط بل تمتد لتشمل الجانب الجمالي فمركب الريسفيراترول المضاد للالتهابات يحمي البشرة من أضرار أشعة الشمس فوق البنفسجية ويحفز إنتاج الكولاجين مما يمنع ظهور علامات الشيخوخة المبكرة ويحافظ على نضارة الجلد وهذا يجعل الفولية خيارا مفيدا للنساء بشكل خاص.
يجب التنبيه بشدة إلى أن حلوى الفولية ممنوعة تماما على الأطفال الصغار جدا خاصة الذكور كما يجب على الأشخاص الذين لديهم تاريخ عائلي من الإصابة بأنيميا الفول سواء من جهة الأب أو الأم تجنبها تماما لأن تناولها قد يؤدي إلى مضاعفات صحية خطيرة قد تصل إلى تهديد الحياة.
