يمثل فهم الأسباب الكامنة وراء مرض السرطان خطوة أساسية نحو تعزيز استراتيجيات الوقاية وتقليل معدلات الإصابة بهذا المرض المعقد الذي لا ينشأ نتيجة عامل واحد بل هو نتاج تفاعل مجموعة معقدة من العوامل الوراثية والبيئية ونمط الحياة المتبع مما يستدعي وعيا شاملا بها.
وتعتبر العوامل الوراثية أحد الأسباب الرئيسية التي ترفع من احتمالية الإصابة بالمرض فالأشخاص الذين لديهم تاريخ عائلي للإصابة بالسرطان كوجود آباء أو أشقاء أو أجداد مصابين يكونون أكثر عرضة للإصابة نتيجة وجود استعداد جيني موروث يجعل خلاياهم أكثر قابلية للتحول السرطاني.
ويلعب النظام الغذائي المتبع دورا محوريا أيضا فالأنظمة الغذائية التي تعتمد بكثافة على الأطعمة المشبعة بالدهون والسكريات تزيد من قابلية الجسم للإصابة بأنواع متعددة من السرطانات ويتفاقم هذا الخطر عند اقترانه بقلة النشاط البدني والحياة الخاملة.
يحتل التدخين مكانة متقدمة ضمن أبرز عوامل الخطر المرتبطة بالسرطان حيث أن استهلاك التبغ سواء عبر السجائر التقليدية أو الإلكترونية الحديثة يرفع بشكل كبير من احتمالية تطور أورام خبيثة في الرئة والمريء والبنكرياس وتجويف الفم.
من جهة أخرى قد تكون بعض العلاجات الهرمونية سببا في زيادة المخاطر لدى النساء على وجه الخصوص فالنساء اللواتي يستخدمن العلاج الهرموني البديل أو بعض أنواع وسائل منع الحمل الهرمونية قد ترتفع لديهن احتمالية الإصابة بسرطان الثدي وسرطان الرحم.
تمتد قائمة المسببات لتشمل عوامل بيئية محيطة بالإنسان إذ إن التعرض المستمر لبعض المواد السامة في البيئة المحيطة مثل الأسبستوس وبعض أنواع المبيدات الحشرية وغاز الرادون قد يؤدي مع مرور الوقت إلى تحفيز الخلايا السرطانية.
يشكل التعرض للإشعاع خطرا آخر لا يمكن إغفاله وتعد الأشعة فوق البنفسجية الصادرة من الشمس المسبب الرئيسي لسرطان الجلد كما أن التعرض المفرط للعلاج الإشعاعي المستخدم في سياقات طبية أخرى قد يصبح في حد ذاته عاملا يزيد من مخاطر الإصابة.
