
كشفت دراسة علمية حديثة عن وجود علاقة مباشرة وقوية بين كمية السوائل التي يستهلكها الإنسان ومستويات التوتر لديه حيث تبين أن عدم شرب الماء بكميات كافية لا يسبب العطش فحسب بل قد يؤدي إلى تفاقم استجابة الجسم للضغوط النفسية والعصبية بشكل ملحوظ.
وقد توصل الباحثون إلى هذه الحقيقة بعد إجراء تجربة دقيقة شملت اثنين وثلاثين شخصا في صحة جيدة بهدف فهم كيفية تأثير ترطيب الجسم على إفراز هرمون الكورتيزول المعروف بهرمون التوتر. وخلال التجربة تم تعريض المشاركين لمواقف اجتماعية مرهقة مع قياس مستويات الكورتيزول ومعدل ضربات القلب لديهم.
ولأغراض البحث تم تقسيم المشاركين إلى مجموعتين طُلب منهما اتباع نظام محدد لشرب السوائل لمدة أسبوع. المجموعة الأولى استهلكت كمية قليلة من السوائل بلغت في المتوسط لترا وثلاثمئة مليلتر يوميا بينما استهلكت المجموعة الثانية كمية كبيرة وصلت إلى أربعة لترات وأربعمئة مليلتر في اليوم الواحد.
وكانت النتائج مثيرة للاهتمام فعلى الرغم من أن المشاركين في المجموعتين شعروا بنفس القدر من القلق وسجلوا زيادة متماثلة في سرعة ضربات القلب خلال المواقف العصيبة إلا أن مستويات هرمون الكورتيزول ارتفعت بشكل حاد لدى أفراد المجموعة التي شربت كمية أقل من السوائل.
ومن الأمور اللافتة التي أبرزتها الدراسة أن المشاركين الذين عانوا من الجفاف الطفيف لم يشعروا بالضرورة بالعطش الشديد وهو ما يؤكد أن العطش ليس دائما مؤشرا موثوقا على حاجة الجسم للترطيب. وبدلا من ذلك يعتبر لون البول هو الدليل الأفضل فإذا كان لونه أصفر فاتحا فهذا يعني أن الجسم يحصل على كفايته من السوائل.
ويشير الخبراء إلى أن الجفاف المزمن حتى وإن كان خفيفا يزيد من حدة رد فعل الجسم تجاه التوتر ويصبح الأمر أكثر خطورة عندما يجتمع العاملان معا التوتر المستمر وقلة شرب الماء لفترات طويلة. فالارتفاع المزمن في مستوى الكورتيزول قد يرفع من خطر الإصابة بأمراض خطيرة تشمل أمراض القلب والأوعية الدموية ومشاكل الكلى ومرض السكري.
وإلى جانب الحرص على شرب كميات كافية من السوائل توجد استراتيجيات أخرى للمساعدة على خفض مستويات هرمون التوتر في الجسم من بينها الحصول على قسط وافر من النوم وممارسة التمارين الرياضية بانتظام واتباع نظام غذائي متوازن وصحي بالإضافة إلى أهمية الحفاظ على العلاقات الاجتماعية والتواصل مع الآخرين.