
يمثل هرمون التستوستيرون حجر الزاوية في صحة الرجل حيث لا يقتصر تأثيره على القدرة الإنجابية فحسب بل يمتد ليشمل الطاقة الجسدية والقوة العضلية والمظهر العام وحتى الاستقرار النفسي والمزاجي. ومع ذلك قد يجد بعض الرجال أنفسهم في مواجهة انخفاض مستوياته رغم جهودهم لتناول أغذية صحية مما يثير تساؤلات حول وجود عوامل خفية تعرقل توازنهم الهرموني.
قد تكمن الإجابة في عادات غذائية يومية تبدو بريئة لكنها في الواقع تعمل ضد صحة الرجل الهرمونية. ففي حين يركز الكثيرون على الأطعمة التي تعزز هرمون الذكورة يتجاهلون الأصناف التي لها تأثير معاكس تماما. ويوضح الخبراء أن بعض المكونات الشائعة في نظامنا الغذائي قد تكون هي السبب الرئيسي وراء انخفاض مستويات التستوستيرون دون وجود تفسير طبي واضح آخر.
تأتي السكريات على رأس قائمة الأطعمة التي يجب تجنبها للحفاظ على مستويات طبيعية من هرمون الذكورة. تشير الأبحاث الطبية لوجود علاقة وثيقة بين ارتفاع استهلاك السكر وانخفاض مستويات التستوستيرون حيث يواجه مرضى السكري من النوع الثاني احتمالية مضاعفة للمعاناة من هذا النقص الهرموني. لذا فإن الخطوة الأولى نحو استعادة التوازن الهرموني تبدأ بالحد الفوري من تناول السكر المضاف.
لا يقل خطر الحبوب المكررة عن السكريات فهي تشمل منتجات مثل الخبز الأبيض والمعكرونة المصنوعة من الدقيق الأبيض والأرز الأبيض. تفتقر هذه الأطعمة إلى القيمة الغذائية العالية وتؤثر سلبا على مستويات السكر في الدم بشكل مشابه لتأثير السكر المباشر مما قد يؤدي إلى مقاومة الأنسولين بمرور الوقت. هذه الحالة تعد مقدمة للإصابة بمرض السكري الذي يرتبط بشكل مباشر بانخفاض هرمون التستوستيرون ولذلك ينصح بالتوجه نحو الكربوهيدرات المعقدة ذات القيمة الغذائية الأعلى.
كذلك أظهرت الدراسات العلمية أن تناول المشروبات الكحولية قد يساهم في خفض مستويات التستوستيرون بشكل ملحوظ. يتجاوز تأثير الكحول الجانب الهرموني العام ليؤثر بشكل مباشر على وظائف الخصوبة حيث يعرقل عمل خلايا سيرتولي الحيوية في الخصيتين وهي الخلايا المسؤولة عن عملية نضج الحيوانات المنوية. وتزداد هذه المخاطر الصحية بشكل طردي مع زيادة كمية الكحول المستهلكة أو تكرار تناوله مما يجعل الابتعاد عنه ضرورة للحفاظ على الصحة الإنجابية والهرمونية.