يُعتبر العرقسوس أحد أشهر المشروبات التقليدية التي تزدان بها الموائد خاصة في شهر رمضان المبارك ويحمل إرثا طبيا عريقا يمتد لآلاف السنين في الحضارات القديمة مثل المصرية والصينية والهندية. ورغم فوائده الصحية العديدة التي تدعمها مكوناته الطبيعية الفريدة إلا أن الخبراء يحذرون من أن الإفراط في تناوله قد يحوله إلى خطر يهدد الصحة.
تبرز قيمة العرقسوس العلاجية من تركيبته الغذائية الغنية فهو يحتوي على مضادات أكسدة قوية تحارب الجذور الحرة وتمنع تلف الخلايا كما أنه غني بالمواد الصابونية التي تدعم وظائف الجهاز الهضمي. وتُعزى خصائصه الطبية إلى مركبات فعالة مثل الجليسيريزين والفلافونويد التي تمنحه طعمه المميز وفوائده المضادة للالتهابات والبكتيريا والفيروسات بالإضافة إلى احتوائه على معادن ضرورية للصحة العامة مثل الكالسيوم والبوتاسيوم والفوسفور.
يُعرف العرقسوس بدوره الفعال في دعم صحة الجهاز الهضمي حيث يساهم في علاج قرحة المعدة والاثني عشر بفضل مواده المهدئة للغشاء المخاطي. ويساعد كذلك على تخفيف الشعور بالحموضة ومكافحة الارتجاع المعدي المريئي بالإضافة إلى تهدئة التقلصات المعوية وعلاج حالات عسر الهضم.
تمتد فوائده لتشمل الجهاز التنفسي إذ يعمل كمشروب فعال لتهدئة الكحة والسعال المزمن ويساعد على طرد البلغم وتوسيع الشعب الهوائية مما يخفف من أعراض الربو والتهابات الجهاز التنفسي. وتأتي هذه القدرات من خصائصه الطبيعية التي تعزز مناعة الجسم لمقاومة العدوى الفيروسية والبكتيرية.
فيما يتعلق بصحة القلب والأوعية الدموية أظهرت بعض الدراسات أن العرقسوس قد يساهم في خفض مستويات الكوليسترول الضار والدهون الثلاثية في الدم ويعمل على تحسين الدورة الدموية وتقوية الأوعية. كما يلعب دورا هاما في حماية الكبد من السموم وتقليل التهاباته ويستخدم تقليديا كعامل مساعد لمرضى التهاب الكبد الفيروسي إلى جانب العلاج الطبي الموصوف.
وتظهر فوائد أخرى للنساء بشكل خاص حيث يحتوي العرقسوس على مركبات نباتية شبيهة بهرمون الإستروجين مما يجعله مفيدا في تخفيف أعراض سن اليأس كالهبات الساخنة والتعرق الليلي وقد يساعد في تنظيم الدورة الشهرية لدى بعض النساء. وعلى صعيد العناية بالبشرة والشعر يدخل مستخلص العرقسوس في صناعة كريمات علاج البقع الداكنة والتصبغات الجلدية وتهدئة التهابات الجلد مثل الأكزيما كما يساهم في تقوية بصيلات الشعر والحد من تساقطه.
ورغم كل هذه المزايا فإن استهلاك العرقسوس بكميات كبيرة ينطوي على مخاطر صحية جدية أبرزها التسبب في ارتفاع ضغط الدم واحتباس السوائل بالجسم. ويمكن أن يؤدي الإفراط في تناوله إلى نقص حاد في مستوى البوتاسيوم بالدم وهو ما يسبب ضعف العضلات واضطراب ضربات القلب. لذلك يُنصح مرضى الضغط المرتفع وأمراض الكلى والقلب بتوخي الحذر الشديد أو تجنبه لتفادي تعارضه المحتمل مع بعض الأدوية مثل مدرات البول وأدوية القلب.
