
يواجه الكثيرون مشكلة تآكل الغضاريف في مفصل الإبهام خاصة مع التقدم في السن أو كأثر لإصابات قديمة وهو ما يسبب احتكاكا مؤلما ومباشرا بين العظام. وتتضح أعراض هذه الحالة في صورة ألم حاد عند محاولة استخدام الإبهام بالإضافة إلى تورم ملحوظ وتيبس يعيق الحركة الطبيعية للمفصل ويضعف القدرة على الإمساك بالأشياء.
ولا يقتصر سبب تدهور غضروف الإبهام على عامل واحد بل تتداخل عدة مؤثرات لتفاقم الحالة. فإلى جانب التقدم بالعمر والإصابات السابقة تلعب العوامل الوراثية والتشوهات الخلقية في المفاصل دورا مهما كما أن الأمراض الالتهابية المزمنة كالروماتويد وخشونة المفاصل تساهم في تسريع عملية التآكل فضلا عن الإجهاد المتواصل والضغط المتكرر على المفصل خلال ممارسة الأنشطة اليومية وفي بعض الأحيان قد تتكون نتوءات عظمية جديدة حول المفصل مما يزيد من تقييد الحركة ويفاقم الألم.
وتتعدد طرق التعامل مع هذه الحالة بدءا بالحلول التحفظية غير الجراحية التي يوصي بها الأطباء المتخصصون. وتشمل هذه الإجراءات ارتداء جبائر مخصصة لتثبيت المفصل وتقليل الإحساس بالألم سواء خلال فترات الراحة ليلا أو أثناء النهار. كما يتم اللجوء إلى استخدام الكمادات الباردة للحد من التورم والألم مع وصف الأدوية المسكنة والمضادة للالتهاب وفي بعض الحالات أدوية أقوى للسيطرة على الألم الشديد وينصح كذلك بتعديل بعض العادات اليومية واستخدام أدوات مريحة لليد مثل مقابض الأبواب الخاصة لتقليل الضغط على الإبهام.
وفي حال عدم استجابة الحالة للعلاجات الأولية وفشل المسكنات في توفير الراحة الكافية قد يقترح الطبيب حقن الكورتيزون مباشرة في المفصل لتخفيف الالتهاب بشكل مؤقت. أما في الحالات المتقدمة التي يصبح فيها الألم مزمنا ومعيقا للأنشطة الحياتية فإن التدخل الجراحي يصبح خيارا مطروحا لاستعادة وظيفة المفصل وإنهاء معاناة المريض.