
خلافا للاعتقاد الشائع بأن الفواكه تعد وجبة خفيفة صحية تماما كشفت دراسات حديثة عن جانب آخر قد يغفل عنه الكثيرون حيث يمكن للأحماض والسكريات الطبيعية الموجودة بها أن تشكل خطرا كبيرا على صحة الأسنان وتؤدي إلى تآكل طبقة المينا الواقية بمرور الوقت.
تتفاوت الفواكه في تأثيرها على الأسنان فبعضها أقل ضررا من غيره فعلى سبيل المثال يساعد التفاح والكمثرى على تنظيف الأسنان بشكل طبيعي نظرا لاحتوائهما على نسبة عالية من الألياف والماء مما يحفز إنتاج اللعاب الذي يغسل بقايا الطعام والأحماض. على النقيض تأتي الحمضيات كالبرتقال والليمون في مقدمة الفواكه التي قد تضر بالأسنان بسبب حموضتها العالية التي تضعف المينا مباشرة عند الاستهلاك المتكرر.
لا يقتصر الخطر على الحمضيات وحدها فالفواكه الاستوائية مثل المانجو والأناناس رغم مذاقها اللذيذ تحتوي على تركيزات عالية من السكريات والأحماض التي تهاجم مينا الأسنان. كما أن أنواعا أخرى كالفراولة والتوت قد تسبب تصبغات وبقعا على سطح الأسنان إذا أهمل تنظيفها بعد تناولها مباشرة. وحتى الموز الذي يعد قليل الحموضة يحتوي على نشويات تلتصق بالأسنان بسهولة مما يوفر بيئة مناسبة لنمو البكتيريا المسببة للتسوس.
وقد سلطت دراسة علمية متخصصة في طب الأسنان الضوء على الفارق الكبير بين تناول الفاكهة كاملة وشربها كعصير وأكد الباحثون أن عصائر الفاكهة تزيد من خطر تآكل الأسنان بشكل ملحوظ. ويعود السبب في ذلك إلى أن عملية العصر تزيل الألياف المفيدة وتركّز السكريات والأحماض مما يجعل العصير سائلا سكريا حمضيا يغطي الأسنان بالكامل ويرفع من احتمالية تآكل المينا.
لذلك ينصح الخبراء بتبني عادات بسيطة لتقليل المخاطر كتناول الفاكهة كاملة كجزء من وجبة رئيسية بدلا من تناولها منفردة كوجبة خفيفة مما يساعد على تخفيف تأثير الأحماض. كما يوصى بشرب العصائر إن كان لا بد منها دفعة واحدة وتجنب ارتشافها على فترات طويلة لتقليل مدة تعرض الأسنان للأحماض. ومن الضروري الانتظار لمدة نصف ساعة على الأقل قبل تنظيف الأسنان بالفرشاة بعد تناول الفواكه الحمضية لمنح اللعاب فرصة لمعادلة الحموضة في الفم.