
مع اقتراب الاحتفالات بالمولد النبوي الشريف تنتشر مظاهر البهجة وتتصدر حلوى المولد المشهد كعادة اجتماعية متوارثة يحرص عليها الكثيرون إلا أن هذه الحلوى الشهية تخفي وراء مذاقها السكري محاذير صحية جدية تجعلها غير مناسبة للجميع وتستدعي الحذر عند استهلاكها.
أشار متخصص في اللياقة البدنية والتغذية الرياضية إلى أن الإفراط في تناول حلوى المولد يمثل خطراً حتى على الأصحاء ورغم احتوائها على المكسرات ذات الفوائد الغذائية فإن تركيز السكريات المرتفع فيها قد يؤدي إلى مضاعفات صحية غير محمودة لبعض الفئات.
ويأتي مرضى السرطان على رأس قائمة الممنوعين من تناول هذه الحلويات بشكل قاطع إذ إن الخلايا السرطانية تعتمد على السكريات كمصدر أساسي للطاقة مما قد يساهم في تفاقم الحالة الصحية للمريض وزيادة حدة المرض.
كما يواجه مرضى السكري تحدياً كبيراً حيث يمكن لقطعة صغيرة من حلوى المولد أن تسبب ارتفاعاً حاداً ومفاجئاً في مستويات سكر الدم مما يعرضهم لمضاعفات خطيرة لذلك ينصحون بالابتعاد عنها تماماً أو الاكتفاء بكمية ضئيلة جداً في الصباح لمرة واحدة فقط مع تجنب أنواع معينة كالملبن بشكل كامل.
ولم تقتصر التحذيرات على المرضى فقط بل شملت أيضاً من يعانون من السمنة وزيادة الوزن حيث يجب عليهم تقنين استهلاكها بقطعة صغيرة مرة أو مرتين أسبوعياً على الأكثر مع التركيز على الأنواع الغنية بالمكسرات وتجنب تلك المشبعة بالسكر.
وعلى عكس الاعتقاد السائد فإن الأشخاص الذين يعانون من النحافة ليسوا بمنأى عن الخطر إذ لا ينبغي لهم الإفراط في تناولها ويفضل أن يتجهوا للبدائل المحلاة بعسل النحل أو الخالية من السكر الأبيض والاكتفاء بقطعتين صغيرتين بين الوجبات أو بعدها.
ووجهت تحذيرات خاصة بضرورة عدم الإكثار من تقديم حلوى المولد للأطفال وبشكل أخص أولئك الذين لديهم حساسية تجاه المكسرات مثل الفول السوداني حيث يمكن أن يؤدي تناولها إلى ردود فعل تحسسية خطيرة تهدد صحتهم وسلامتهم.
ولتجنب الأضرار الصحية المحتملة ينصح الخبراء بالاعتدال كقاعدة أساسية في تناول هذه الحلويات واختيار الأصناف التي تحتوي على كمية أكبر من المكسرات ونسبة أقل من السكر كما يعد استشارة الطبيب المختص أمراً ضرورياً للمصابين بأمراض مزمنة قبل تناول أي قطعة لتحديد الكمية والنوع المناسب لحالتهم الصحية.