
تزامنا مع احتفالات المولد النبوي الشريف تنتشر عادة شراء وتناول حلوى المولد التي تعد مظهرا اجتماعيا مرتبطا بهذه المناسبة الدينية العريقة إلا أن الإقبال الكبير عليها يخفي وراءه تحذيرات صحية مهمة حول المخاطر الجسيمة التي قد تنجم عن الإفراط في استهلاكها على صحة الأفراد من مختلف الفئات العمرية.
يؤدي الاستهلاك المفرط لحلوى المولد إلى تبعات صحية مباشرة على الجسم أبرزها زيادة الوزن التي قد تصل إلى حد السمنة نتيجة تراكم الدهون بسبب السعرات الحرارية العالية كما تتأثر صحة الجهاز الهضمي بشكل سلبي حيث يعاني الكثيرون من مشكلات مثل الانتفاخ والغازات واضطرابات القولون.
على صعيد صحة الفم والأسنان فإن الكميات الكبيرة من السكريات الموجودة في هذه الحلويات توفر بيئة مثالية لنشاط البكتيريا في تجويف الفم وهو ما يزيد بشكل ملحوظ من خطر الإصابة بتسوس الأسنان وتدهور صحة اللثة على المدى الطويل إذا لم يتم الاعتناء بنظافة الفم بشكل مكثف.
يمثل تناول حلوى المولد بكثرة خطرا كبيرا على صحة القلب والأوعية الدموية حيث إن السكريات المضافة تساهم في رفع مستويات الدهون الثلاثية والكوليسترول الضار في الدم وهذه العوامل تعد من المسببات الرئيسية للإصابة بأمراض القلب وتصلب الشرايين التي تهدد حياة الإنسان.
كذلك يرتبط الإسراف في تناول السكريات بشكل عام بزيادة خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني فالجسم قد يطور مقاومة للأنسولين وهو الهرمون المسؤول عن تنظيم سكر الدم وينصح مرضى السكري بتوخي الحذر الشديد والاكتفاء بقطعة صغيرة جدا في الصباح لتجنب أي مضاعفات.
أما بالنسبة للأطفال فإن الأضرار تكون أكثر وضوحا وسرعة في الظهور فالإفراط في تناول الحلوى يسبب لهم مشاكل هضمية مثل الإسهال والانتفاخ ويؤدي إلى انسداد الشهية والعزوف عن تناول الأطعمة الصحية الغنية بالعناصر الغذائية الضرورية لنموهم السليم.
يؤدي فقدان الشهية لدى الأطفال إلى حرمان أجسامهم من الفيتامينات والمعادن الأساسية كما أن شعورهم بالعطش وتناولهم كميات كبيرة من الماء بعد أكل الحلوى قد يساهم في نقص تركيز الأملاح المعدنية في الجسم مما يؤثر سلبا على صحتهم العامة ونشاطهم.