أتيكيت الضيافة في المولد النبوي: قواعد وأصول إكرام ضيوفك اقتداءً بسنة النبي

أتيكيت الضيافة في المولد النبوي: قواعد وأصول إكرام ضيوفك اقتداءً بسنة النبي
أتيكيت الضيافة في المولد النبوي: قواعد وأصول إكرام ضيوفك اقتداءً بسنة النبي

يمثل الاحتفال بالمولد النبوي الشريف مناسبة دينية واجتماعية راسخة في الثقافات العربية والإسلامية حيث تتجلى مظاهر الفرح بتبادل التهاني وتناول حلوى المولد التقليدية التي أصبحت رمزا لهذه الذكرى العطرة. ومع هذه الأجواء الاحتفالية تأتي أهمية اتباع أصول الضيافة التي تزيد من جمال اللقاءات العائلية وتضفي عليها طابعا من الرقي والمودة.

توضح خبيرة الإتيكيت نادية عبد التواب أن هناك مجموعة من القواعد والآداب التي تحكم طريقة استقبال الضيوف وتقديم الضيافة في هذه المناسبة الخاصة مما يعكس كرم المضيف وحسن تقديره لزواره. ويبدأ فن الضيافة من مرحلة التحضير المسبق حتى لا يتفاجأ المضيف بقدوم الزوار وهو غير مستعد مما قد يسبب له إحراجا ويقلل من شعور الضيف بالترحاب.

وتشمل الاستعدادات اختيار تشكيلة متنوعة من حلوى المولد لتناسب جميع الأذواق فمن المهم توفير أصناف محبوبة مثل السمسمية والحمصية والفولية إلى جانب الملبن والبندقية وغيرها. ولا يقل تنسيق طريقة التقديم أهمية عن جودة الحلوى نفسها إذ يفضل عرضها في أطباق مزخرفة أو صواني أنيقة من الزجاج أو الفضة مع ترتيب القطع بشكل جذاب يراعي تناسق الألوان والأشكال.

وعند وصول الضيوف يجب استقبالهم بوجه بشوش وابتسامة صادقة مع عبارات ترحيب دافئة تعبر عن روح المناسبة مثل كل عام وأنتم بخير. ومن أساسيات اللباقة المسارعة بتقديم الضيافة دون تأخير لأن هذا التصرف البسيط يشعر الزائر بأنه مرغوب فيه وأن حضوره محل تقدير واهتمام. ومن قواعد الإتيكيت الراسخة أن يبدأ تقديم طبق الحلوى بكبار السن أو الضيوف ذوي المكانة الخاصة ثم يمرر الطبق على بقية الحاضرين.

أما عن أسلوب تقديم حلوى المولد نفسه فتنصح الخبيرة باستخدام ملقط خاص أو شوكة صغيرة عند التقديم وتجنب لمس قطع الحلوى باليد مباشرة حفاظا على النظافة والمظهر اللائق. ويفضل تقديم طبق يحتوي على أصناف متنوعة مما يتيح للضيف حرية الاختيار بين ما يفضله مع وضع كمية مناسبة أمامه تتراوح بين قطعة أو قطعتين من كل نوع. ويمكن للمضيف أن يمرر طبق الحلوى الرئيسي على ضيوفه لكي ينتقي كل منهم ما يشتهيه بنفسه مع ترديد كلمات لطيفة مثل تفضلوا.

ويستحسن أن يصاحب تقديم الحلوى مشروبات ساخنة كالشاي أو القهوة أو السحلب لمعادلة طعمها الحلو كما أن سؤال الضيف عن مشروبه المفضل قبل تحضيره يعد لمسة راقية. ويعتبر تقديم الماء البارد إلى جانب الحلوى والمشروبات الساخنة من التفاصيل التي تدل على الاهتمام بالضيف. ويجب على المضيف ألا يبالغ في الإصرار على ضيوفه لتناول المزيد من الحلوى حتى لا يسبب لهم الإحراج.

ولإضفاء المزيد من الأجواء الاحتفالية على الجلسة يمكن تزيين المائدة ببعض الورود أو الشموع الهادئة. ومن العادات الاجتماعية الجميلة التي تترك أثرا طيبا في نفس الزائر أن يقوم المضيف بتجهيز علبة هدايا صغيرة وأنيقة تحتوي على تشكيلة من حلوى المولد ليقدمها للضيف عند مغادرته كتذكار لطيف من هذه المناسبة السعيدة.