تتزامن احتفالات المولد النبوي الشريف مع أجواء من البهجة والتجمعات العائلية التي لا تكتمل إلا بوجود حلوى المولد التقليدية بأصنافها المتنوعة والمحبوبة. ورغم ارتباطها بذكريات سعيدة وطعمها اللذيذ إلا أنها تمثل تحديا صحيا بسبب محتواها المرتفع من السعرات الحرارية والسكريات والدهون.
ويؤكد خبراء التغذية أن الإفراط في تناول هذه الحلويات قد يؤدي إلى زيادة الوزن وارتفاع مستويات السكر في الدم وهو ما يدفع الكثيرين خاصة الفتيات إلى تجنبها للحفاظ على رشاقتهم على الرغم من أنها تعد من أشهر الحلويات التراثية التي يعشقها الكبار والصغار.
وللاستمتاع بحلوى المولد دون قلق يمكن البدء باختيار الأنواع الأقل ضررا فالأنواع المختلفة لا تتساوى في سعراتها الحرارية. فمثلا تعد السودانية خيارا أفضل من الملبن المحشو بالمكسرات كما أن السمسمية والحمصية تحتويان على الألياف والبروتين ما يمنح شعورا أكبر بالشبع ويفضل تجنب القطع الملونة بألوان صناعية أو تلك الغنية بالكراميل.
وتعد القاعدة الذهبية هي الاعتدال وعدم الإفراط حيث ينصح بالاكتفاء بقطعة صغيرة أو اثنتين خلال اليوم. ومن الأفضل تحديد الكمية المراد تناولها مسبقا في طبق صغير بدلا من الأكل من العلبة مباشرة لتجنب الإغراء بتناول كميات أكبر. كما أن توقيت تناولها يلعب دورا هاما إذ يفضل استهلاكها في الصباح أو فترة الظهيرة حيث يكون الجسم أقدر على حرق السعرات وتجنبها تماما قبل النوم.
ويأتي النشاط البدني كعامل مساعد فعال لحرق السعرات الحرارية الزائدة فالمشي لمدة نصف ساعة أو استخدام السلالم بدلا من المصعد يمكن أن يحدث فرقا. ويمكن تحقيق التوازن أيضا من خلال جعل الوجبات الأخرى في اليوم خفيفة وصحية مثل تناول سلطة خضراء مع قطعة بروتين مشوي كالدجاج أو السمك مع كمية محدودة من الخبز الأسمر.
ويلعب اختيار المشروبات دورا مهما أيضا فشرب كوب من الماء قبل تناول الحلوى يساهم في تقليل الكمية المتناولة. وبعدها يمكن لشرب الشاي الأخضر أو بعض الأعشاب الدافئة مثل القرفة والزنجبيل أن يعزز الهضم وحرق الدهون. ويجب الامتناع عن تناولها مع عصائر محلاة أو مشروبات غازية لأن ذلك يضاعف من السعرات الحرارية وبدلا من ذلك يمكن تناولها مع كوب شاي أو قهوة بدون سكر.
وينبغي تذكر أن حلوى المولد مناسبة احتفالية مؤقتة لذلك لا يجب أن تصبح جزءا أساسيا من النظام الغذائي اليومي لفترة طويلة. ومن الحكمة تناولها بعد وجبة رئيسية متكاملة وليس على معدة فارغة لتجنب الارتفاع السريع والمفاجئ في نسبة السكر بالدم.
