
مع اقتراب عودة الطلاب إلى مقاعد الدراسة تتزايد المخاوف من انتشار الأمراض المعدية في البيئات المدرسية المزدحمة ويبرز تطعيم الإنفلونزا الموسمية كإجراء وقائي أساسي يوصي به أخصائيو طب الأطفال لحماية صحة الطلاب وضمان عدم انقطاعهم عن التحصيل العلمي بسبب المرض.
يؤكد الأطباء أن لقاح الإنفلونزا يلعب دورا محوريا في تقليل فرص تكرار الإصابة بالعدوى ويخفف من شدة الأعراض في حال حدوثها وهو ما يكتسب أهمية خاصة مع بداية العام الدراسي الجديد حيث يزداد اختلاط الأطفال وتتعاظم احتمالية انتقال الفيروسات بينهم داخل الفصول.
الإنفلونزا الموسمية هي مرض فيروسي شديد العدوى يهاجم الجهاز التنفسي العلوي والسفلي وينتقل بسهولة عبر الرذاذ المتطاير عند العطس أو السعال أو حتى عبر لمس الأسطح الملوثة بالفيروس وتتمثل أعراضه الشائعة في ارتفاع درجة الحرارة والصداع والإرهاق الشديد وآلام العضلات والسعال.
رغم أن أغلب المصابين يتماثلون للشفاء خلال أسبوع إلا أن فئة الأطفال تظل الأكثر عرضة لمواجهة مضاعفات خطيرة قد تنتج عن الإصابة بالمرض مثل الالتهاب الرئوي الحاد أو التهابات الأذن الوسطى والتهاب الشعب الهوائية مما يستدعي اتخاذ تدابير وقائية جادة.
تكمن أهمية تلقي التطعيم قبل الدراسة في كونه يحد من انتشار العدوى داخل الفصول الدراسية المغلقة التي تعتبر بيئة خصبة لانتشار الفيروسات بسرعة كما أنه يقلل من نسبة غياب الطلاب عن المدرسة بسبب المرض وهو ما يضمن استمرارية العملية التعليمية دون عوائق صحية.
يقدم اللقاح حماية إضافية للأطفال الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة أو المصابين بأمراض مزمنة كالربو والسكري وأمراض القلب فهؤلاء يكونون أكثر استهدافا للمضاعفات الخطيرة للإنفلونزا ويصبح التطعيم بالنسبة لهم بمثابة درع وقاية إضافي.
لا تقتصر فوائد تطعيم الطفل على حمايته وحده بل تمتد لتشمل حماية أفراد أسرته والمجتمع ككل فالطفل المصاب قد ينقل العدوى بسهولة إلى إخوته ووالديه وخاصة كبار السن أو الأفراد ذوي الحالات الصحية الحرجة وبذلك يساهم التطعيم في الحد من انتشار الفيروس على نطاق أوسع.
يوضح أخصائيو طب الأطفال أن الفترة المثالية للحصول على لقاح الإنفلونزا تكون قبل بداية موسم الشتاء ببضعة أسابيع وتحديدا بين شهري سبتمبر ونوفمبر وذلك لمنح الجسم وقتا كافيا لبناء الأجسام المضادة وتكوين المناعة اللازمة لمواجهة الفيروسات.
يوصى بإعطاء اللقاح لجميع الأطفال بدءا من عمر ستة أشهر فما فوق وقد يحتاج الأطفال الذين يتلقونه للمرة الأولى إلى جرعتين تفصل بينهما أربعة أسابيع لضمان تحقيق الاستجابة المناعية المطلوبة وينبغي استشارة الطبيب قبل تطعيم الأطفال الذين يعانون من حساسية شديدة تجاه مكونات اللقاح.
ينصح الأطباء الأمهات بضرورة إبلاغ الطبيب بتاريخ الطفل المرضي كاملا خاصة إذا كان يعاني من أي أمراض مزمنة أو حساسية كما يجب التأكد من حصول الطفل على قسط واف من الراحة بعد أخذ التطعيم مع العلم أن ظهور أعراض طفيفة كاحمرار موضع الحقن أو ارتفاع بسيط في الحرارة يعد أمرا طبيعيا يزول خلال يومين.