يحتل طبق البسلة بالجزر مكانة خاصة في المطبخ المصري فهو ليس مجرد وجبة عادية بل جزء من التراث الغذائي الذي تناقلته الأجيال. ويعتبر هذا الطبق الشهي والبسيط ركنا أساسيا على المائدة اليومية في كثير من البيوت المصرية حيث تقدمه الأمهات كوجبة مغذية وسهلة التحضير تعيد إلى الأذهان ذكريات الطفولة.
يتميز الطبق بمرونته في التقديم إذ يمكن تناوله كوجبة نباتية خفيفة بجانب الأرز الأبيض أو الأرز بالشعرية كما يمكن تحويله إلى وجبة متكاملة وغنية بإضافة قطع من اللحم أو الدجاج إليه مما يجعله خيارا مناسبا لمختلف الأذواق والمناسبات.
لتحضير هذه الوصفة بالطريقة المصرية التقليدية يلزم حوالي نصف كيلوجرام من البسلة الخضراء الطازجة وربع كيلوجرام من الجزر المقطع إلى مكعبات صغيرة وبصلة كبيرة مفرومة. تبدأ خطوات التحضير بتشويح البصل في ملعقتين من السمن أو الزيت حتى يكتسب لونا ذهبيا خفيفا ثم يضاف إليه كوب من عصير الطماطم الطازجة مع ملعقة من معجون الطماطم لتعزيز اللون والنكهة.
يترك خليط الطماطم على نار هادئة حتى يتكثف قوامه وتظهر نكهته الغنية وبعدها يتبل بالملح والفلفل الأسود مع إضافة نصف ملعقة صغيرة من السكر لمعادلة حموضة الطماطم. يضاف الجزر أولا ويقلب مع الصلصة لبضع دقائق ثم تضاف البسلة ويصب كوب من الماء أو المرق ويترك الخليط على نار هادئة حتى ينضج الخضار تماما. وفي حال الرغبة بإضافة اللحم أو الدجاج فإنه يضاف بعد تحضير الصلصة مباشرة ليكمل نضجه مع البسلة والجزر.
وللاستمتاع بطعم البسلة والجزر طوال العام يلجأ الكثيرون إلى تفريزها خلال موسمها في الشتاء والربيع. وتعتمد الطريقة المثلى على سلق حبات البسلة المقشرة لمدة دقيقتين في ماء مغلي ثم تبريدها مباشرة. أما الجزر فيقطع إلى مكعبات صغيرة ويسلق لمدة ثلاث دقائق قبل تبريده أيضا. يمكن بعد ذلك خلطهما معا وتعبئتهما في أكياس مخصصة للتجميد بكميات تناسب كل وجبة وبذلك تبقى صالحة للاستخدام لعدة أشهر.
ولا تقتصر قيمة البسلة على مذاقها المميز بل تمتد لفوائدها الصحية المتعددة. فهي مصدر مهم للبروتين النباتي مما يجعلها بديلا مثاليا في الأنظمة الغذائية الخالية من اللحوم. كما تساهم في تقوية جهاز المناعة بفضل محتواها من فيتامين C ومضادات الأكسدة. وتساعد أليافها الغذائية على دعم صحة القلب عبر خفض مستويات الكوليسترول فضلا عن دورها في تنظيم سكر الدم وتحسين عملية الهضم والوقاية من الإمساك. بالإضافة إلى ذلك تعد غنية بالحديد الذي يلعب دورا حيويا في الوقاية من فقر الدم.
