
أرجع الدكتور محمود سامي الاستشاري النفسي والإكلينيكي الارتفاع الملحوظ في حالات القلق والاكتئاب التي يشهدها المجتمع المصري مؤخرا إلى عاملين رئيسيين هما الأعباء الاقتصادية المتزايدة والضغوط المجتمعية المتلاحقة بالإضافة إلى التأثير العميق لوسائل التواصل الاجتماعي التي خلقت حالة من المقارنات الاجتماعية المستمرة بين الناس.
وأشار سامي إلى أن منصات التواصل الاجتماعي لعبت دورا كبيرا في تفاقم هذه المشكلات النفسية حيث يجد الكثيرون أنفسهم غارقين في مقارنات لا تنتهي مع الحياة التي يعرضها الآخرون مما يولد لديهم شعورا عميقا بالنقص وعدم الرضا عن واقعهم الخاص وأكد أن هذا التأثير السلبي يظهر بوضوح أكبر بين فئات الشباب والمراهقين.
على صعيد آخر أوضح الاستشاري النفسي أن ضغوط المعيشة وارتفاع تكاليف متطلبات الحياة اليومية تفرض عبئا نفسيا هائلا على كاهل الأفراد وهذا العبء يؤدي بدوره إلى تصاعد مستويات التوتر والعصبية سواء داخل البيئة الأسرية أو في محيط العمل وهو ما يرفع بشكل مباشر من احتمالات الإصابة بالاضطرابات النفسية وعلى رأسها الاكتئاب.
وفي سياق حديثه خلال ظهوره التلفزيوني في برنامج العلامة الكاملة الذي يقدمه محمد الإشعابي على قناة الشمس شدد سامي على أهمية التعامل مع الصحة النفسية كأولوية وليست كنوع من الرفاهية مؤكدا أن اللجوء إلى العلاج النفسي أصبح ضرورة ملحة في ظل التغيرات المتسارعة وضغوط العصر الحديث ودعا إلى تشجيع الأفراد على طلب المساعدة المتخصصة دون الشعور بالخجل.
واقترح أيضا ضرورة تكثيف حملات التوعية بالصحة النفسية لتشمل المدارس والجامعات ومختلف أماكن العمل ونصح بتبني إجراءات وقائية بسيطة تمثل خط دفاع أساسيا ضد الاضطرابات النفسية مثل الحرص على ممارسة التمارين الرياضية بانتظام والحصول على قسط كاف من النوم ومحاولة الابتعاد قدر الإمكان عن مسببات الضغط النفسي الزائد.