يخفي قشر الرمان الذي غالبا ما يتم التخلص منه كنزا من الفوائد الصحية والجمالية حيث يعتبر ثروة طبيعية حقيقية بفضل تركيزه العالي من العناصر الغذائية. فالجزء الخارجي لثمرة الرمان والذي يحيط بحباتها اللذيذة يمتلئ بمضادات الأكسدة والفيتامينات والمعادن التي تجعله مكونا مثاليا لدعم صحة الجسم وتعزيز الجمال.
أوضحت الدكتورة مروة كمال أخصائية التغذية العلاجية أن قشر الرمان ليس مجرد فضلات كما يعتقد كثيرون بل هو مادة طبيعية غنية بالمركبات النشطة التي تساهم في دعم وظائف الجسم الحيوية والحفاظ على نضارة البشرة ومنح الشعر الحيوية والقوة وتؤكد أن إدراجه ضمن الروتين الصحي والجمالي يعد خيارا ذكيا لمن يسعى للجمال والصحة بالوسائل الطبيعية.
يساهم قشر الرمان بفعالية في تعزيز صحة القلب والشرايين إذ تشير الدراسات إلى دوره في تقليل مستويات الكوليسترول الضار ورفع نسبة الكوليسترول النافع في الدم وهو ما يقلل من خطر انسداد الشرايين والإصابة بالجلطات. كما أن مضادات الأكسدة القوية فيه تعمل على تقوية جدران الأوعية الدموية وتنشيط الدورة الدموية مما يدعم صحة القلب بشكل شامل.
على صعيد الجهاز الهضمي يعتبر قشر الرمان علاجا طبيعيا فعالا لمجموعة من المشكلات فهو يساعد على تخفيف الالتهابات المعوية ويعالج حالات الإسهال بفضل خصائصه القابضة ويقلل من الشعور بالحموضة وحرقة المعدة فضلا عن قدرته على المساعدة في طرد الطفيليات والديدان من الأمعاء.
يحتوي قشر الرمان على تركيزات عالية من مركبات الفلافونويد والبوليفينولات وحمض الإيلاجيك وهي من أقوى مضادات الأكسدة التي تحارب الجذور الحرة في الجسم وتؤخر علامات الشيخوخة. هذه المركبات تحمي خلايا الجسم من التلف وتزيد من فرص الوقاية من الأمراض المزمنة الخطيرة كالسرطان وأمراض القلب.
تتجاوز فوائده ذلك لتدعم صحة العظام والمفاصل حيث إن المركبات المضادة للالتهاب الموجودة فيه تجعله مفيدا لمن يعانون من التهاب المفاصل والروماتيزم كما أن محتواه من الكالسيوم والفوسفور يساهم في تقوية العظام ومنع الإصابة بالهشاشة مع التقدم في العمر.
يقدم قشر الرمان دعما قويا لجهاز المناعة بفضل غناه بفيتامين C والمعادن الضرورية مثل الزنك والمغنيسيوم مما يعزز قدرة الجسم على التصدي للعدوى الفيروسية والبكتيرية ومقاومة نزلات البرد والأمراض الموسمية الشائعة.
في مجال العناية بالجمال يعد قشر الرمان حليفا قويا للبشرة إذ تساهم مضادات الأكسدة في محاربة التجاعيد المبكرة وتساعد خصائصه في توحيد لون البشرة وتخفيف البقع الداكنة والتصبغات كما أنه يعالج حب الشباب بفعالية بفضل قدرته على مكافحة البكتيريا والفطريات ويرطب البشرة ويمنحها مظهرا مشرقا وصحيا.
لا تقتصر فوائده الجمالية على البشرة فقط بل تمتد لتشمل العناية بالشعر حيث يساعد استخدامه بانتظام على تقوية بصيلات الشعر والحد من التساقط كما أنه يعالج مشكلة القشرة بفضل خصائصه المضادة للفطريات ويضفي على الشعر لمعانا طبيعيا وجذابا.
يستخدم قشر الرمان أيضا في تعزيز صحة الفم والأسنان حيث يمكن استعمال مسحوقه المجفف لعلاج التهابات اللثة ووقف النزيف وإزالة رائحة الفم غير المرغوب فيها. وتعمل خصائصه المضادة للبكتيريا على تقوية الأسنان وحمايتها من التسوس.
تشير بعض الأبحاث إلى أن قشر الرمان قد يكون عاملا مساعدا في إنقاص الوزن حيث يساهم في تقليل امتصاص الدهون في الجسم ويعمل على تحفيز عمليات الأيض وحرق السعرات الحرارية بالإضافة إلى دوره في كبح الشهية والشعور بالشبع لفترة أطول.
يمكن الاستفادة من قشر الرمان عبر تجفيفه تحت أشعة الشمس ثم طحنه للحصول على مسحوق ناعم يستخدم في تحضير أقنعة للوجه والشعر أو يمكن غليه في الماء وتناول المنقوع لتهدئة اضطرابات المعدة وتقوية المناعة كما يمكن مزجه مع مكونات طبيعية أخرى مثل الزبادي أو العسل أو الزيوت النباتية لتعزيز تأثيره.
من الضروري استخدام قشر الرمان باعتدال ودون إفراط وينصح باستشارة الطبيب قبل استعماله لأغراض علاجية خاصة بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من حالات صحية مزمنة أو يتناولون أدوية بشكل مستمر لتجنب أي تفاعلات غير مرغوبة.
