الكيتو دايت والصيام المتقطع والريجيم المتوازن: أيهم أفضل لك لخسارة الوزن

الكيتو دايت والصيام المتقطع والريجيم المتوازن: أيهم أفضل لك لخسارة الوزن
الكيتو دايت والصيام المتقطع والريجيم المتوازن: أيهم أفضل لك لخسارة الوزن

في ظل تزايد الاهتمام بالصحة والسعي نحو الوزن المثالي أصبحت أنظمة الريجيم موضوعا رئيسيا يشغل بال الكثيرين لكن مع تعدد الخيارات الشائعة مثل الكيتو دايت والصيام المتقطع والنظام الغذائي المتوازن يبرز تساؤل مهم حول الفروقات الجوهرية بينها وأيها هو الأنسب لتحقيق الأهداف الصحية لكل فرد.

تؤكد الدكتورة مها سيد أخصائية التغذية العلاجية أنه لا يوجد نظام غذائي يصلح للجميع بشكل مطلق فاختيار الحمية المناسبة يعتمد بشكل أساسي على عوامل فردية تشمل طبيعة الجسم والهدف المرجو من إنقاص الوزن والقدرة الشخصية على الالتزام بمتطلبات كل نظام ولهذا السبب تعد استشارة الطبيب أو أخصائي التغذية خطوة ضرورية قبل البدء بأي حمية لتجنب أي مضاعفات صحية غير مرغوبة.

يعتمد نظام الكيتو دايت على فلسفة غذائية فريدة تقوم على خفض استهلاك الكربوهيدرات بشكل حاد لتصل إلى أقل من عشرة بالمئة من مجمل السعرات الحرارية اليومية وفي المقابل يتم رفع نسبة الدهون لتشكل حوالي سبعين بالمئة من السعرات مع نسبة معتدلة من البروتين تتراوح بين عشرين وخمسة وعشرين بالمئة والهدف من هذه المعادلة هو إدخال الجسم في حالة استقلابية تعرف بالكيتوزيس حيث يبدأ بحرق الدهون كمصدر أساسي للطاقة بدلا من الجلوكوز.

من أبرز مميزات الكيتو دايت قدرته على تحقيق فقدان سريع للوزن خصوصا في مراحله الأولى كما أنه يساهم في تقليل الشهية بفضل تأثير الدهون على هرمونات الجوع وقد أظهر فعالية في تحسين مستويات السكر في الدم لدى مرضى السكري من النوع الثاني ويشعر بعض متبعيه بزيادة في مستويات الطاقة والتركيز الذهني لكن هذا النظام لا يخلو من التحديات والعيوب إذ أن الالتزام به على المدى الطويل يعتبر صعبا بسبب القيود الصارمة على الكربوهيدرات وقد يعاني البعض في البداية من أعراض مزعجة تعرف بإنفلونزا الكيتو تشمل الصداع والإرهاق والغثيان كما أنه لا يناسب مرضى الكلى والكبد والحوامل والمرضعات.

على الجانب الآخر يختلف الصيام المتقطع عن الأنظمة التقليدية بكونه نمطا زمنيا لتناول الطعام وليس حمية غذائية تفرض قيودا على نوعية الأكل فهو يركز على تنظيم أوقات الوجبات عبر الامتناع عن الأكل لفترات محددة ويعتبر نظام ستة عشر إلى ثمانية هو الأكثر شيوعا حيث يصوم الشخص لمدة ستة عشر ساعة متواصلة ويحصر تناول وجباته في نافذة زمنية مدتها ثماني ساعات وهناك أنماط أخرى تشمل صيام يوم كامل مرتين أسبوعيا.

تكمن فوائد الصيام المتقطع في أنه يدفع الجسم إلى الاعتماد على الدهون المخزنة كمصدر للطاقة ويحسن من حساسية الإنسولين مما يقلل من خطر الإصابة بالسكري كما يساهم في تعزيز صحة القلب وخفض مستويات الكوليسترول الضار لكن قد يواجه المبتدئون صعوبة في التكيف معه بسبب الشعور بالجوع أو الصداع في الأيام الأولى كما أنه قد يؤدي إلى الإفراط في تناول الطعام خلال فترة السماح إذا لم يتم ضبط كميات ونوعيات الطعام وهو لا يناسب مرضى السكري غير المنضبط أو الذين يعانون من مشكلات في ضغط الدم.

أما الرجيم المتوازن فهو لا يعتبر حمية بالمعنى الصارم للكلمة بل هو نهج حياة صحي مستدام يهدف إلى تزويد الجسم بجميع العناصر الغذائية التي يحتاجها بكميات متوازنة دون حرمان يقوم هذا النظام على التنوع في الوجبات لتشمل الخضروات والفواكه والحبوب الكاملة والبروتينات من مصادرها الحيوانية والنباتية والدهون الصحية مثل زيت الزيتون والمكسرات.

ميزته الكبرى تكمن في كونه نظاما قابلا للاستمرار على المدى الطويل لأنه لا يعتمد على الحرمان الشديد ويوفر للجسم كل ما يحتاجه من فيتامينات ومعادن ويعزز الصحة العامة ويقي من الأمراض المزمنة مثل أمراض القلب وهشاشة العظام إلا أن نتائجه في إنقاص الوزن تكون تدريجية وأكثر أمانا مقارنة بالأنظمة الأخرى وهذا قد لا يروق لمن يبحثون عن نتائج سريعة كما يتطلب وعيا وتخطيطا مستمرا لاختيار الوجبات الصحية.

عند المقارنة بين الأنظمة الثلاثة من حيث سرعة فقدان الوزن يتصدر الكيتو دايت المشهد بنتائجه السريعة في البداية لكنه الأصعب في الاستمرارية بينما يقدم الصيام المتقطع حلا وسطا يساعد على حرق الدهون بشكل تدريجي مع مرونة أكبر في الالتزام أما النظام المتوازن فيحقق نتائج أبطأ ولكنها الأكثر استدامة وأمانا على صحة الجسم.

من منظور الصحة العامة يعتبر النظام الغذائي المتوازن الخيار الأمثل لأنه يضمن حصول الجسم على جميع احتياجاته الغذائية دون نقص وفي المقابل يقدم الصيام المتقطع فوائد صحية محتملة تتعلق بمقاومة الالتهابات وتجديد الخلايا بينما يحمل الكيتو دايت بعض الفوائد لحالات طبية معينة ولكنه قد يشكل مخاطر إذا تم اتباعه بشكل خاطئ أو لفترات طويلة دون إشراف طبي.

فيما يتعلق بسهولة الالتزام والتطبيق يعتبر النظام المتوازن الأسهل لأنه يندمج بسلاسة مع الحياة اليومية والاجتماعية دون قيود صارمة ويأتي الصيام المتقطع في مرتبة تالية من حيث المرونة لأنه لا يحدد أنواع الطعام بل توقيته ويبقى الكيتو دايت هو الأكثر تحديا وصعوبة نظرا للحرمان الذي يفرضه على مجموعات غذائية كاملة.