
في قصة إنسانية مؤثرة تجسد الصبر والتسليم بقضاء الله يروي المواطن معجب الشهراني تفاصيل فاجعة مؤلمة عاشها مرتين حيث ودع ثلاثة من أبنائه على فترات متفاوتة كان آخرها فقدان اثنين من أبنائه دفعة واحدة في حادث مروري مروع وقع مؤخرا ليُفتح جرح قديم لم يندمل بعد.
وتعود تفاصيل المأساة الأخيرة إلى يوم الثلاثاء الماضي حين تلقى الأب الخبر الصاعق بوفاة ابنه محمد وهو برفقة زملائه وفي حديث يصف فيه ثباته وقوة إيمانه ذكر أنه تجبر بالله وأكمل طريقه قبل أن يصله اتصال آخر بعد فترة وجيزة يحمل نبأ وفاة ابنه الثاني حسن في نفس الحادث ليتوجه بعدها مباشرة إلى المستشفى مستقبلا المصيبة بحمد الله والرضا بحكمه.
هذه الحادثة الأليمة أعادت إلى الأذهان ذكرى الفقد الأول الذي عاشته الأسرة قبل حوالي ست سنوات حين توفي ابنهم الأكبر هادي ولا تزال والدته الثكلى تعيش على ذكراه بطريقة مؤثرة إذ تحتفظ بقطعة من ثيابه وتعتبرها كنزها الخاص فتضع بداخلها نقودها وأوراقها المهمة كأنها بذلك تستشعر وجوده وتحفظ أثره.
وعبر الشهراني عن عمق الألم الذي يتركه الفقد المفاجئ موضحا أن أصعب ما في الموت هو غياب شخص كان يملأ عليك حياتك صباحا ومساء يشاركك طعامك وشرابك ويحمل في داخله أحلاما ومشاريع مستقبلية ثم يختفي عن الأنظار فجأة ودون وداع ليترك خلفه فراغا لا يملؤه شيء.