
بعد الاحتفال بالمولد النبوي والإقبال على تناول الحلوى التقليدية يوصي خبراء التغذية باتباع نظام لتخليص الجسم من الآثار السلبية الناجمة عن استهلاك كميات كبيرة من السكريات والدهون. هذا النظام لا يهدف فقط إلى تجنب زيادة الوزن بل يسعى إلى استعادة نشاط الجسم وتطهيره من السموم المتراكمة التي تسبب الخمول والإرهاق.
يقدم الديتوكس أو ما يعرف بمشروبات تنقية الجسم حلولا فعالة لهذه المشكلة حيث يساعد على تحقيق عدة فوائد صحية حيوية. من أبرز هذه الفوائد دعم وظائف الكبد والكلى في طرد الفضلات والسموم الناتجة عن عملية التمثيل الغذائي للسكريات المصنعة والدهون المشبعة. كما يعمل الديتوكس على إعادة استقرار مستويات السكر في الدم التي تتعرض لتقلبات حادة بعد تناول الحلوى مما يقلل من الشعور المستمر بالجوع. بالإضافة إلى ذلك تسهم بعض مكونات هذه المشروبات في تحفيز عملية الأيض وحرق الدهون المتراكمة وتحسين أداء الجهاز الهضمي والحد من الانتفاخ والإمساك مما ينعكس إيجابا على مستويات الطاقة والنشاط العام.
ويمكن تحضير عدة مشروبات ديتوكس طبيعية في المنزل بسهولة. يعد مشروب الماء الدافئ مع عصير الليمون وشريحة الزنجبيل خيارا مثاليا لبدء اليوم حيث ينشط الكبد ويساعد على طرد السموم. وللحفاظ على ترطيب الجسم على مدار اليوم يمكن إعداد ماء الديتوكس عن طريق نقع شرائح الخيار والليمون مع أوراق النعناع في لتر من الماء. كما أن مشروب القرفة مع العسل والليمون فعال في تحسين حساسية الأنسولين وتعزيز حرق الدهون. ويقدم الشاي الأخضر بالنعناع جرعة غنية بمضادات الأكسدة التي تدعم عملية الأيض. وللحصول على دفعة من الفيتامينات والألياف يمكن تحضير عصير أخضر يجمع بين الخيار والتفاح الأخضر والكرفس والسبانخ وعصير الليمون.
لا يقتصر نظام تنظيف الجسم على المشروبات فقط بل يجب أن يتضمن أطعمة معينة لتعزيز فعاليته. تلعب الخضروات الورقية كالجرجير والسبانخ والبقدونس دورا هاما في تطهير الدم بفضل محتواها العالي من الكلوروفيل. وتساعد الفواكه الغنية بالألياف مثل التفاح والبرتقال في تنظيف الجهاز الهضمي. أما الحبوب الكاملة كالشوفان والكينوا فتمنح شعورا بالشبع لفترة أطول بفضل أليافها بطيئة الهضم. ويمكن اللجوء إلى المكسرات النيئة كالجوز واللوز للحصول على دهون صحية والبروتينات الخفيفة مثل السمك والدجاج المشوي لدعم عملية الحرق.
ولضمان تحقيق أقصى استفادة من برنامج الديتوكس يُنصح باتباع بعض العادات اليومية البسيطة. يأتي على رأس هذه العادات شرب كميات وافرة من الماء لا تقل عن ثمانية أكواب يوميا لتسريع عملية طرد السموم. وتساعد ممارسة الرياضة الخفيفة كالمشي على تنشيط الدورة الدموية. كما أن الحصول على قسط كاف من النوم لمدة سبع إلى ثماني ساعات ليلا يقلل من الرغبة في تناول السكريات. ومن الضروري أيضا تجنب المشروبات الغازية وتقليل استهلاك الكافيين والملح لتخفيف العبء على الكبد وتجنب احتباس السوائل في الجسم.