كشف المواطن مانع اليامي عن تفاصيل قراره برفض مجموعة كبيرة من الهدايا القيمة التي قُدمت له تقديراً لعمله البطولي في إنقاذ حياة واحد وعشرين شخصاً خلال كارثة سيول جدة الشهيرة حيث شملت تلك الهدايا إحدى عشرة سيارة وتسع قطع أراض سكنية لكنه آثر التنازل عنها.
وتعود تفاصيل قصته البطولية إلى اليوم الذي ضربت فيه السيول مدينة جدة حيث استمر اليامي في جهود الإنقاذ المتواصلة منذ الساعة التاسعة صباحاً وحتى الواحدة بعد منتصف الليل ونجح في إخراج العالقين من الخطر ورغم رفضه لجميع تلك الهدايا فإنه قبل بأرض واحدة فقط قُدمت له من الأمير مشعل بن عبدالله كهدية رمزية.
ولم تكن بطولة اليامي في جدة هي الموقف الوحيد في مسيرته الحافلة بالشجاعة فقد سبق له أن شارك في عمليات إنقاذ الطالبات خلال الحريق المأساوي الذي شب في إحدى مدارس مكة المكرمة وأسفر عن وفاة خمس عشرة طالبة مما يظهر دأبه على تقديم المساعدة في أصعب الظروف.
وفي واقعة أخرى مثيرة واجه اليامي حريقاً هائلاً اندلع في عمارة سكنية مكونة من ستة طوابق بشارع الستين في مكة المكرمة حيث أتت النيران على المبنى بالكامل لدرجة أن أثاث الحجاج الموجود بداخلها انصهر على السلالم بسبب شدة الحرارة وصعوبة وصول الفرق المختصة نظراً لضيق الشوارع المحيطة.
ولم يتردد اليامي في مواجهة الخطر حيث تسلق عمارة مجاورة كانت لا تزال تحت الإنشاء وقفز منها إلى داخل المبنى المحترق لإنقاذ السكان المحاصرين ومكث معهم بالداخل لمدة تقارب الساعة والنصف حتى تم تأمين خروجهم وقد نال على إثر هذه المواقف تكريمات عدة منها رتبة استثنائية من الأمير نايف وأخرى من الأمير محمد بن نايف بالإضافة إلى سيارة من إحدى الجهات الإعلامية الكبرى.
ونتيجة لأعماله الشجاعة حظي اليامي بتقدير كبير من عدد من الأمراء الذين أطلقوا عليه ألقاباً تكريمية تعبر عن حجم بطولاته فقد لقبه الأمير خالد الفيصل بالرجل الذهبي بينما أطلق عليه الأمير محمد بن ناصر لقب رجل المستحيل ومنحه الأمير خالد بن طلال لقب رجل الفزعة كما أثنى عليه الأمير مشعل بن عبدالله أمير نجران آنذاك قائلاً له أنت بطلنا ومحل فخر واعتزاز لأبناء المملكة.
وعلى الرغم من كل هذا التكريم الذي حظي به إلا أن اليامي كشف عن أمنية وحيدة لا تزال تراوده وهي أن يتشرف بالسلام على ولي العهد الأمير محمد بن سلمان وأن ينال وسام الملك عبدالعزيز من الدرجة الأولى الذي يعتبره أرفع تقدير يمكن أن يحصل عليه.
