
في واقعة لافتة تعكس حساسية التنوع الديني في محافظة نينوى العراقية بادر المحافظ إلى تقديم اعتذار رسمي للحاضرين من المكون الإيزيدي خلال إحدى الفعاليات. جاء هذا الاعتذار ردا على استهلال قارئ للقرآن تلاوته بالاستعاذة من الشيطان وهي ممارسة تتعارض بشكل مباشر مع معتقدات الديانة الإيزيدية مما استدعى تدخلا سريعا لتهدئة الأجواء.
يعود سبب الموقف إلى أن تلاوة القرآن الكريم لدى المسلمين تبدأ عادة بالاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم وهو إجراء ديني متعارف عليه. لكن هذا القول يمس أحد المحرمات الأساسية في العقيدة الإيزيدية التي تنظر إلى شخصية إبليس أو من يطلقون عليه اسم ملك طاووس نظرة مختلفة تماما عن الديانات الإبراهيمية الأخرى.
بسبب طبيعة المحافظة التي تضم طوائف وأديانا متعددة شعر المحافظ بضرورة توضيح الموقف واحترام مشاعر الإيزيديين الموجودين. وقال في كلمته إننا نعتذر للإخوة الإيزيديين فنحن محافظة مكونات في إشارة واضحة إلى أهمية مراعاة التنوع والخصوصية الدينية لكل جماعة تعيش في نينوى.
يكمن جوهر الاختلاف في أن الديانة الإيزيدية تعتقد أن إبليس قد تاب عن معصيته وقبل الله توبته ورفعه إلى منزلة مقدسة. وبناء على هذا المعتقد فإن لعن الشيطان أو الاستعاذة منه يعد من أكبر الخطايا في دينهم على عكس ما يؤمن به المسلمون والمسيحيون الذين يعتبرونه رمزا للشر والعدو الأول للإنسان.