
شهد حفل إطلاق صندوق التنمية السوري موقفا إنسانيا عميقا تمثل في تأثر القائد السوري أحمد الشرع وبكائه بشكل واضح أمام الحاضرين وذلك أثناء استماعه للكلمة التي ألقاها الطفل محمود والتي حملت في طياتها دلالات رمزية كبيرة للمرحلة الجديدة التي تمر بها البلاد.
لم يتمالك الشرع مشاعره حين أعلن الطفل محمود عن مبادرة شخصية منه تمثلت في تبرعه بكامل مصروفه الخاص لدعم الصندوق الوليد وتجاوزت كلمات الصغير حدود الخطاب الرسمي لتلامس قلوب الحاضرين كرمز للتضحية والعطاء من أجل بناء مستقبل سوريا.
ولم تكن مشاركة الطفل محمود في هذا الحدث عادية إذ يحمل الصغير قصة بقاء ملهمة جعلت الكثيرين يطلقون عليه لقب الطفل المعجزة وهو ما يفسر حجم التأثر الذي سيطر على الأجواء بمجرد صعوده إلى المنصة.
تعود فصول قصته المأساوية إلى سنوات الحرب حين دمرت غارات جوية نفذها نظام بشار الأسد منزله في مدينة حلب بالكامل ليجد نفسه محاصرا تحت الأنقاض وقد ظل محمود مدفونا تحت الركام لمدة ست عشرة ساعة متواصلة في وضع كان فيه الجميع قد فقد الأمل في العثور عليه حيا.
وبعد جهود مضنية للبحث والإنقاذ تم انتشاله من بين الركام في لحظة اعتبرها الجميع أشبه بالمعجزة بعد أن كانوا قد أيقنوا وفاته وهو ما يفسر التأثر البالغ الذي بدا على أحمد الشرع والحاضرين جميعا أمام طفل نجا من الموت ليساهم في بناء الحياة.