
تكتسب حبة البركة المعروفة أيضا باسم الحبة السوداء شهرة واسعة في الأوساط الطبية والشعبية بفضل خصائصها العلاجية المتعددة التي عرفت منذ العصور القديمة وورد ذكرها في الطب النبوي حيث وصفها الرسول الكريم بأنها شفاء من كل داء إلا الموت وهو ما دفع الأبحاث الحديثة إلى تأكيد قيمتها الغذائية العالية.
وتعد حبة البركة مصدرا غنيا بالمركبات الطبيعية الفعالة وأبرزها مركب الثيموكينون الذي يعمل كمضاد أكسدة قوي مما يساهم في تعزيز قدرة الجهاز المناعي على مقاومة العدوى سواء كانت بكتيرية أم فيروسية. وبفضل خصائصها المضادة للالتهابات فإنها تساعد على تخفيف آلام المفاصل والحد من أعراض الأمراض المزمنة مثل الروماتيزم والتهابات الجلد المختلفة.
وتلعب الحبة السوداء دورا حيويا في دعم صحة القلب والأوعية الدموية إذ تساهم في خفض مستويات الكوليسترول الضار والدهون الثلاثية في الدم بينما تعزز في الوقت نفسه مستويات الكوليسترول الجيد الأمر الذي يقي من تصلب الشرايين ويقلل من مخاطر التعرض للجلطات وأمراض القلب.
كما تمتد فوائدها لتشمل مرضى السكري حيث يساعد تناولها بانتظام على ضبط مستويات السكر في الدم وتحسين استجابة الجسم للأنسولين وهو ما يجعلها عنصرا مساعدا في السيطرة على المرض والوقاية من مضاعفاته. وتظهر بعض الدراسات الحديثة امتلاك حبة البركة لتأثيرات مضادة للسرطان نظرا لقدرتها على مكافحة الجذور الحرة التي تسبب تلف الخلايا وتساهم في نمو الأورام.
ويعتبر زيت حبة البركة حلا فعالا لمشكلات الجهاز التنفسي مثل الربو وحساسية الصدر والتهاب الشعب الهوائية حيث يعمل على توسيع الممرات الهوائية وتخفيف الاحتقان مما يحسن من قدرة الشخص على التنفس. وفي مجال العناية بالبشرة والشعر يدخل زيت الحبة السوداء في العديد من الوصفات التجميلية لترطيب البشرة وعلاج حب الشباب وتأخير ظهور التجاعيد كما أنه يقوي بصيلات الشعر ويمنع تساقطه ويساعد في القضاء على القشرة.
على صعيد الجهاز الهضمي استخدمت حبة البركة منذ القدم لمعالجة عسر الهضم والانتفاخ والغازات فهي تحفز إفراز العصارات الهضمية وتساعد في القضاء على البكتيريا الضارة بالأمعاء مما يعزز عملية الهضم والامتصاص. وتدعم أيضا صحة الكبد والكلى إذ تساعد على تنقية الكبد من السموم وتحفيز وظائفه الحيوية كما تحمي الكلى من خطر تكون الحصوات وتدعم أداءها الطبيعي.
وللراغبين في إنقاص الوزن تقدم حبة البركة مساعدة قيمة فهي تساهم في تنشيط عملية التمثيل الغذائي وحرق الدهون بالإضافة إلى دورها في كبح الشهية وتنظيم مستويات السكر في الدم وهو ما يدعم خطط التخسيس بشكل فعال.
ورغم فوائدها المتعددة ينصح الخبراء بضرورة تناولها باعتدال ودون إفراط لأنها قد تتعارض مع بعض أنواع الأدوية كأدوية علاج ضغط الدم أو مميعات الدم. لذلك يفضل دائما استشارة الطبيب قبل إدراجها بشكل منتظم في النظام الغذائي ويوصى باختيار الزيت المستخلص على البارد لضمان الحصول على أقصى فائدة من مكوناتها الغذائية.